العربية نت
اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى، صباح اليوم الأحد، فيما أغلقت الشرطة الإسرائيلية مصلى الرحمة، وحاصرت المصلين في المسجد القبلي، فيما اتهم متحدث باسم الرئاسة الفلسطينية إسرائيل "باللعب بالنار بلا مسؤولية وبتهور شديد" من خلال السماح للمستوطنين بتدنيس المقدسات في القدس.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية عن أبو نبيل أبو ردينة قوله في حديث لإذاعة "صوت فلسطين" إن إسرائيل "تستهتر بالمجتمع الدولي، ولا تحترم قرارات الشرعية الدولية، وتعتبر نفسها فوق القانون، مطالباً المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأميركية بتحمل مسؤولياتها، تجاه ما يجري وعدم التعامل بازدواجية".
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية اليوم الأحد إن أكثر من 500 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية، مضيفة أن الشرطة أغلقت المصلى القبلي وحاصرت المصلين والمعتكفين داخله واعتقلت 10 شبان من باب السلسلة.
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية القول إن العشرات من عناصر الشرطة الإسرائيلية استبقوا اقتحامات المستوطنين باقتحام الأقصى، وانتشروا في ساحاته، وأغلقوا المصلى القبلي بالسلاسل الحديدية، وحاصروا المصلين داخله.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن المستوطنين اقتحموا ساحات الحرم على شكل مجموعات، ضمت كل مجموعة 40 فردا، ونفذوا ما وصفتها بأنها "جولات استفزازية" في باحاته.
وأضافت الوكالة أن المستوطنين أدوا للمرة الأولى ما يسمونه "السجود الملحمي" في باحات المسجد. ووفقا للوكالة، اعتقلت القوات الإسرائيلية عشرة شبان من باحات الأقصى وعند باب السلسلة، كما "اعتدت على مسن وأخرجته من المسجد".
وأضافت أن سيدة أصيبت برضوض وكسور جراء اعتداء عليها من قبل القوات الإسرائيلية في باحات المسجد.
ونقلت الوكالة عن مصادر أمنية لم تسمّها أن عددا من المستوطنين أغلقوا الشارع ورفعوا الأعلام الإسرائيلية ورددوا هتافات ضد الفلسطينيين وصفتها الوكالة بالعنصرية.
وكان الجيش الإسرائيلي بدأ بنشر أعداد كبيرة من جنوده في منطقة باب العمود في القدس على خلفية الاشتباكات المتوقعة بسبب "مسيرة الأعلام" هناك، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية فجر اليوم الأحد.
يأتي ذلك في وقت يحاول فيه مواطنون فلسطينيون من داخل الخط الأخضر الدخول إلى المسجد الأقصى، بحسب وسائل إعلام فلسطينية أشارت إلى منعهم من قبل القوات الإسرائيلية.
نشر نحو 3000 جندي إسرائيلي قبل المسيرة المقرر أن تبدأ الساعة 4:00 مساء (1300 بتوقيت غرينتش). وستسلك مسيرة الأعلام طريقا عبر الحي الإسلامي في المدينة القديمة بالقدس في وقت لاحق من اليوم.
وفي السياق، ذكرت صحيفة "time of israel" أنه من المتوقع أن تسمح الشرطة الإسرائيلية لعضو الكنيست اليميني المتطرف إيتمار بن غفير بزيارة المسجد الأقصى اليوم الأحد رغم التوترات حول مسيرة الأعلام.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر في الشرطة أن زيارة بن غفير المحتملة للأقصى يمكن أن تؤدي إلى تصعيد كبير في الوضع الأمني.
وقال تقرير للصحيفة إن مسؤولين من أجهزة أمنية منها الشاباك، كانوا جزءا من اجتماع تقييم أمني ولم يثيروا اعتراضات على زيارة بن غفير للأقصى.
ويحيي هذا الموكب السنوي بالقدس احتلال إسرائيل للمدينة القديمة في حرب عام 1967، ويجتذب آلاف المشاركين في شوارعها الضيقة والحجرية.
ولكن بالنسبة للفلسطينيين تمثل المسيرة استفزازا صارخا وانتهاكا لواحد من الأماكن القليلة في المدينة الذي ما زال يحتفظ بطابع عربي قوي. وتطوق أنشطة الاستيطان اليهودي المتزايدة المدينة.
وتأتي المسيرة في وقت تحتفل تل أبيب بما يسمى "يوم القدس"، إحياء لذكرى "توحيد المدينة" بعد احتلال القدس الشرقية عام 1967.
وحذرت حماس من المسيرة، قائلة إنها ستستخدم "كل الاحتمالات" لمواجهتها.
وأصدرت حماس بيانا، يوم السبت، دعا الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية والقدس إلى جانب الأقلية العربية في إسرائيل إلى "الانتفاضة يوم الأحد للدفاع عن القدس والمسجد الأقصى".
وناشد مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، يوم الجمعة "جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب صراع عنيف آخر لن يؤدي إلا إلى إزهاق المزيد من الأرواح". وقال إن "رسالة المجتمع الدولي واضحة لتجنب مثل هذا التصعيد".
ولكن رئيس الوزراء نفتالي بينيت رفض حتى الآن قبول أي تغييرات على الرغم من دعوات بعض حلفائه في الائتلاف لإعادة التفكير في المسيرة.
وقال مكتبه يوم الجمعة "مسيرة الأعلام ستنظم كالمعتاد وفقا للمسار المخطط كما كان منذ عقود"، مضيفا أنه سيراجع الوضع بانتظام خلال الساعات المقبلة.
وأطلقت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة صواريخ على إسرائيل في بداية مسيرة العام الماضي، ما أدى إلى اندلاع حرب استمرت 11 يوما وخلفت مئات القتلى.
وتعتبر إسرائيل القدس بأكملها عاصمتها الأبدية غير القابلة للتقسيم، بينما يريد الفلسطينيون الجزء الشرقي منها عاصمة لدولتهم المستقبلية. وتعتبر حماس أن إسرائيل كلها أرض محتلة.
وتصاعدت التوترات في المدينة منذ أسابيع. واندلعت اشتباكات متكررة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية في المسجد الأقصى في أبريل نيسان، خلال شهر رمضان، مع غضب المسلمين من زيادة أعداد الزوار اليهود للمسجد.