أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، اليوم الجمعة، مقتل متظاهر بالخرطوم إثر إصابته برصاصة في الصدر خلال التظاهرات التي شهدتها العاصمة السودانية الخرطوم في الذكرى الثالثة لفض اعتصام القيادة العامة.
ولبى آلاف المتظاهرين دعوات لجان المقاومة للتظاهر إحياء لذكرى فض اعتصام القيادة العامة للجيش قبل ثلاث سنوات، حيث تجمعوا لأداء صلاة الجمعة بالشوارع والتجمع في عدة نقاط بمدن العاصمة الثلاث، واحتشد الآلاف بمحطة سبعة بضاحية الصحافة في الخرطوم لإقامة اعتصام اليوم الواحد.
كما شهدت مدينتا أم درمان والخرطوم بحري تظاهرات واعتصامات مماثلة، أكد خلالها المتظاهرون أهمية تحقيق العدالة لضحايا الثورة السودانية وتمسكهم بإقامة حكم مدني كامل في البلاد.
إجراءات أمنية مشددة
وكانت السلطات السودانية قد اتخذت إجراءات أمنية مشددة رافقت دعوات للتظاهر في ذكرى فض اعتصام قبل 3 سنوات قاد إلى شراكة بين المكونين المدني والعسكري في البلاد.
وأغلقت السلطات جسورا وطوقت مقر قيادة الجيش لمواجهة احتجاجات معلنة بذكرى فض الاعتصام اليوم الجمعة.
وكثفت لجان المقاومة السودانية وقوى سياسية الدعوات للخروج في مظاهرات لإحياء ذكرى فض الاعتصام الذي كان بمحيط قيادة الجيش بوسط الخرطوم، لتخليد ذكرى مئات الأشخاص الذين سقطوا في تلك الحادثة التي وقعت يوم 3 يونيو 2019، وسط مطالبات محلية ودولية للسلطات بعدم التعرض العنيف لهذه الاحتجاجات.
وتأتي مواكب اليوم بالتزامن مع خطوات بدأتها السلطات السودانية لتهيئة المناخ لحوار ينهي الأزمة السياسية الطاحنة التي تعيشها البلاد، تمثلت في رفع حالة الطوارئ بعد 7 أشهر من السريان، وإطلاق سراح العديد من المعتقلين السياسيين.
ومع توقعها لانطلاق مفاوضات مباشرة بين الأطراف السودانية الأسبوع المقبل، دعت الآلية الثلاثية السلطات في الخرطوم إلى الامتناع عن استخدام العنف غير المبرر ضد المتظاهرين.
وتسعى هذه الآلية التي تحظى بتأييد ودعم دوليين إلى حل أزمة سياسية خانقة يعيشها السودان منذ قرارات قائد الجيش الصادرة في يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والتي قضت وقتها بحل الحكومة وفرض حالة الطوارئ بالبلاد وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية.
ورغم مرور 3 سنوات، لم تقدم لجنة التحقيق المستقلة التي شكلتها الحكومة الانتقالية برئاسة المحامي نبيل أديب، تقريرها حول حادثة فض الاعتصام، كما لم توجه أي تهم لمشتبه في تورطهم في هذه الجريمة.