انشغل العراقيون منذ الأسبوع الماضي بصورة مركبة لطفل عراقي خطفه داعش قبل سنوات، ليفاجأوا بأنه أضحى من المتفوقين في دراسته!
فقد انتشرت صور الطفل الإيزيدي حاجم خيري عبدالله، الذي خطفه التنظيم الإرهابي مع أمه وأخيه الأكبر عندما سيطر على قضاء سنجار في محافظة نينوى شمال العراق عام 2014، كالنار في الهشيم.
إلا أن حاجم الذي يبلغ 11 عاماً، أطل هذه المرة من زاوية أخرى، شاهراً شهادة التقدير التي حاز عليها في مدرسته.
"كاد ينهار"
وفي حديث مع العربية.نت أوشك الطفل أن ينهار وهو يحكي عن حجم الضغط النفسي والجسدي الذي تعرض له، مع أسرته والكثير من الأطفال الإيزيديين خلال مكوثهم في معسكرات التدريب الداعشية في مدن تلعفر وبادوش في العراق والرقة والشدادي في سوريا.
فمن مدينة سنجار أقصى شمال غرب العراق، حيث يقيم حالياً مع عائلته، لا يزال حاجم يتذكر تفاصيل ذلك اليوم المشؤوم حين خطفه الدواعش، وفرقوا بين الذكور والإناث. وأوضح أنه تمكن من الهرب مع أمه وأخيه من منزل الداعشي الذي خطفهم، بعد أن قتل الأخير في إحدى معارك مدينة "كوباني" بسوريا،
لكنه أكد في الوقت عينه أنه يحاول نسيان الألم، والتركيز على دراسته. وقال:" حلمي أن أصبح ضابطا في الجيش العراقي، لأحارب الإرهاب"
"حجومي البطل"
وكان خيري عبدالله، والد الطفل نشر الأسبوع الماضي صورة لابنه يحمل شهادة تفوقه في المدرسة، قائلا "من ناج من بطش داعش الى تلميذ متميز.. حاجم الأول على الخامس الابتدائي في مدرسة الوليد المختلطة تل بنات .. ألف مبروك لحجومي البطل".
فيما أوضح للعربية نت من مقر سكنه في قرية تل البنات أن سكان سنجار تعرضوا في 3 آب 2014 الى هجمة بشرسة من داعش، فخرج حينها جميع الإيزيديين من بيوتهم متوجهين نحو جبل سنجار .
صُعقت بصورة ابني
كما أكد أنه وآلاف الفارين لازموا الجبل بلا ماء أو طعام. لكن الدواعش باغتوهم وقبضوا على العديد منهم في اليوم التالي.
إلى ذلك، أوضح أن حاجم كان يبلغ 3 سنوات ونصف عندما خطفه داعش، وبقي في صفوفه لمدة سنتين ونصف تقريباً، قبل أن يفر.
وأكد أنه صُعق عندما رأى صورة ابنه التي نشرها التنظيم في حينه، مرتديا زيا أسود، وحاملا بندقية وخلفه علم داعش .
كما كشف أن ابنه تعرض خلال تلك الفترة لغسل دماغ، وتعبئة متطرفة، بهدف تحويله كما غيره من الأطفال المخطوفين لقنابل موقوتة.
إلا أنه عاد إلى طبيعته بعد فترة من هروبه، ورجوعه إلى كنف العائلة عبر بعض المؤسسات الإيزيدية التي تعنى بهذا الملف.
يذكر أنه بعد تصدر قصة حاجم المشهد العراقي، استقبل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي الطفل مع أخيه شلال، واصفا إياهما بالشجعان.
يشار إلى أن ما يقارب 1280 إيزيدياً قتلوا على أيدي الدواعش، فيما أسر 5838 آخرين، بحسب ما أوردت منظمات أهلية مختصة في جرائم الإبادة الإيزيدية في العراق .