في الوقت الذي كانت محطة تلفزيون محلية تجري مساء أمس الثلاثاء مقابلة مع حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، كان أفراد من قوى الأمن الداخلي يتوجهون إلى حيث يملك منزلا في بلدة "الرابية" البعيدة 13 كيلومترا عن بيروت، لتوقيفه تنفيذا لمذكرة إحضار صادرة بحقه من المدعية العامة في جبل لبنان، القاضية غادة عون، وفقا لما ورد في الإعلام المحلي كخبر عاجل.

وداهم عناصر القوة الأمنية محيط المنزل حين وصلوا إليه وسط العتمة، وفقا لما يتضح من فيديو تعرضه "العربية.نت" أدناه، وفيه يظهرون عند مدخل المنزل، بينما لم يتم الإبلاغ رسميا عن إلقاء القبض عليه للتحقيق معه بدعوى مقدمة في حقه بتهمة اختلاس أموال عامة وتبييض أموال.

لهذا السبب بالذات، لم يتمكن أفراد القوة من الدخول إلى المنزل، لأن صاحبه "لا يتواجد فيه منذ فترة طويلة، بل يسكن في آخر" لذلك لم يتجاوب من كانوا فيه معهم، فغادروا المكان مصطحبين معهم مسؤول الأمن في المنزل، للإدلاء بإفادته، علما أن القاضية عون استدعت سلامة أكثر من 5 مرات بأقل من 10 أيام، لكنه كان يتقدم في كل مرة عبر وكيله بعذر قانوني.



كفالة مقدارها 100 مليار ليرة

وكان القضاء اللبناني، أخلى في مايو الماضي سبيل رجا سلامة، شقيق حاكم مصرف لبنان المركزي، بعد شهرين تقريبا من توقيفه مقابل كفالة مقدارها 100 مليار ليرة لبنانية، أي ما يعادل 3 ملايين و700 ألف دولار، واعتبروها الأعلى قيمة بتاريخ لبنان. كما صادر جواز سفره ومنعه من مغادرة الأراضي اللبنانية، وحجز أيضا على 40 عقارا يملكها في لبنان، إلى حين انتهاء إجراءات محاكمة الشقيق الذي أوقفته القاضية عون بناء على ادعاء النيابة العامة الاستئنافية ضدّه بجرم الإثراء غير المشروع وتبييض الأموال.

وشمل الادعاء ضد رجا سلامة شقيقه حاكم مصرف لبنان المركزي، والذي لم يمثل أمام قاضي التحقيق، بل قدّم دفوعاً شكلية تم بموجبها إرجاء جلسة استجوابه حتى يونيو الجاري لإكمال تحقيق محلي فتحه القضاء اللبناني في أبريل العام الماضي بشأن ثروة رياض سلامة ومصدرها.

وكان تحقيق في سويسرا استهدف حاكم مصرف لبنان، اشتباها بتورطه وشقيقه في قضايا اختلاس "أكثر من 300 مليون دولار على نحو يضر بلبنان ومصرفه المركزي" إضافة إلى أنه يواجه أيضاً شكاوى قضائية في دول أوروبية أخرى، بينها فرنسا وبريطانيا.