شُيع جثمان دنيا حلاسة إلى مثواه الأخير، في نعش مغطى بالعلم الوطني الجزائري، تقديرا لدورها البطولي الذي قامت به بمشاركتها في إنقاذ عشرات الأطفال أثناء اندلاع حرائق الغابات بمدينة الطارف، شرق الجزائر.وسرد رفاق درب حلاسة (19 عاما) تفاصيل إشرافها على رحلة كشفية إلى حديقة برابطيه في القالة، تضم 68 طفلا، رفقة 17 كشافا مسؤولا، انتهت بعمل بطولي قامت به، حيث كانت في الصفوف الأمامية لإنقاذ الأطفال.وقال قائد الكشافة كريم كالي لموقع "سكاي نيوز عربية": "كانت النيران أسرع منا جميعا، وقد أصيبت دنيا بحروق من الدرجة الثالثة، كما تعرضت للاختناق. كل شيء حدث بسرعة، وقد أصيب عدد من القادة الكشافة أثناء عملية الإنقاذ بجروح متفاوتة الخطورة".وأضاف كالي: "استعجل المسؤولون الأطفال لمغادرة المكان بعدما لاحظوا اقتراب النيران بسرعة أثناء تناولهم وجبة الغداء، وسادت المكان حالة من الفزع والخوف بحثا عن سبل الفرار مع انتشار النيران وتطاير أغصان الأشجار المشتعلة بفعل الرياح السريعة".وروى المسؤول في الكشافة محمد فرطاس تفاصيل اليوم الأسود واللحظات الأخيرة في حياة حلاسة، قائلا: "لقد قامت دنيا بإنقاذ العديد من الأطفال بمن فيهم ابني. كانت تجري مسافات طويلة من أجل إنقاذ الأطفال، ولكن درجة الحرارة المرتفعة والنيران ونقص الأوكسجين في المكان أدى إلى تدهور تنفسها، هذا إلى جانب إصابتها بحروق من شظايا النيران المتطايرة".ووفق رئيس مصلحة الحروق بمستشفى ابن باديس بمدينة قسنطينة رشيد جنان، فقد "استنشقت حلاسة غازات وغبارا ساما، وعندما وصلت إلى المستشفى كانت في مرحلة الخطر. لم نتمكن من إسعافها حتى عن طريق التنفس الاصطناعي".وشهدت عدة مدن جزائرية من شرق البلاد يوم الأربعاء، حرائق غابات واسعة بسبب ارتفاع درجات الحرارة وهبوب رياح قوية، ما أدى إلى وفاة 43 شخصا وإصابة 183 آخرين، حسب حصيلة الدفاع المدني الجزائري.وفتحت السلطات الجزائرية تحقيقا لمعرفة الأسباب التي أدت إلى اندلاع الحرائق، كما ألقت الأجهزة الأمنية القبض على 13 شخصا يشتبه بهم في إضرام النار بالغابات، وقد تم إيداعهم الحبس المؤقت بأمر من قاضي التحقيق.
{{ article.visit_count }}
970x90
{{ article.article_title }}
970x90