استدعت وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء، سفير إثيوبيا، يبتال أميرو، احتجاجا على تصريحاته عن إسقاط طائرة محملة بالسلاح قادمة من الخرطوم.

ونقل مدير عام الشؤون الإفريقية في خارجية السودان، السفير فضل عبدالله فضل، للسفير الإثيوبي استنكار الوزارة للتصريحات التي أدلي بها لوسائل الإعلام، الاثنين، والتي تناول فيها إسقاط القوات الإثيوبية لطائرة محملة بالأسلحة لقوات جبهة تحرير شعب تيغراي خرقت المجال الجوي الإثيوبي عبر السودان.

وأوضح السفير فضل عبدالله فضل للسفير الإثيوبي أن إطلاق هذه الإدعاءات غير المؤسسة أمر يخالف التقاليد الدبلوماسية المعهودة في التواصل مع السلطات الرسمية في بلد التمثيل ، لا سيما وأن قيادة في البلدين تسعي لتعزيز العلاقات بينهما.

هذا وأعلن المتمردون في منطقة تيغراي الإثيوبية، الثلاثاء، أنهم لا يزالون منفتحين على إجراء مفاوضات مع الحكومة الفدرالية، لكنهم عازمون أيضاً على مواصلة التقدم في شمال إثيوبيا ما دامت التعزيزات العسكرية الحكومية تشكل "تهديداً" لمنطقتهم.

وبعد هدنة استمرت خمسة أشهر، تجددت المعارك في 24 آب/اغسطس بين الجيش الفيدرالي ومتمردي تيغراي مع تبادل الاتهامات بإشعال المواجهات.

وقال غيتاشو رضا متحدثاً باسم المتمردين في مؤتمر صحافي عبر الانترنت: "نخوض حرباً دفاعية" و"نبقى منفتحين على أي مفاوضات"، مجدِّداً اتهام حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد بأنها انتهكت الهدنة التي تم التزامها منذ نهاية آذار/مارس.

وأوضح أن المتمردين شنّوا هجوماً مضاداً بعدما "دافعوا (في مرحلة أولى) عن مواقعهم".

وأعلنت الحكومة الإثيوبية، السبت، أنّ الجيش انسحب من كوبو الواقعة في منطقة أمهرة على بعد حوالى 15 كيلومتراً جنوب حدود تيغراي "لتفادي وقوع خسائر بشرية كبيرة" بين المدنيين، فيما تعرضت المدينة لهجوم "من عدة اتجاهات" من قبل متمردي تيغراي.

وأفادت مصادر دبلوماسية وإنسانية ومحلية أنّ المتمرّدين تقدّموا في الأيام الأخيرة حوالى 50 كيلومتراً جنوباً داخل أمهرة، وباتجاه الجنوب الشرقي في منطقة عفر.

والثلاثاء، أفادت "جمعية تنمية الرعاة في إقليم عفر" (APDA) غير الحكومية، بأنها أحصت 18 ألف نازح في المنطقة بعد استئناف القتال. كما كشفت عن تقدم متمرّدي تيغراي من عفر باتجاه منطقة أمهرة "ممّا سيزيد من عدّد النازحين".

وأشارت الجمعية عبر "تويتر" إلى أنّ الطرق "مكتظة بالفارين" من تقدّم المتمرّدين، "باتجاه منطقة كيليوان" التي أخلاها سكّانها.

ويُمنع الصحافيون من الوصول إلى شمال إثيوبيا، مما يجعل التحقق من المعلومات بشكل مستقل مستحيلاً. كما أن شبكة الهاتف المحمول والإنترنت لا تعمل ويصعب تقييم الوضع على الأرض.

من جهته، رأى غيتاشو رضا أنّ "آبي أحمد يواصل تقديراته السيئة عبر الاستمرار في إرسال التعزيزات". وأضاف: "سنواصل تحييدهم، الأمر الذي قد يقودنا أكثر فأكثر داخل منطقة أمهرة".

وتابع: "لسنا مهتمّين بالسيطرة على هذه المنطقة بشكل خاص، ولكن ما دامت القوات التي أُطلقت ضدنا مستمرة في تهديد أمن شعبنا، سنستمر في اتخاذ الإجراءات المناسبة لتحييدها"، مشيراً إلى أنّ "هذا الأمر سيحدّد المكان الذي نتوقّف فيه".