العربية.نت

مع تواصل الأزمة في العراق، وانسداد أفق الحل أو التوافق بين التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر والإطار التنسيقي الذي يضم نوري المالكي وتحالف الفتح وفصائل وأحزابا أخرى موالية لإيران، دعا الصدر اليوم إلى إبعاد الحشد الشعبي عن أي مهام أمنية.

ففي تغريدة على حسابه على تويتر، اليوم الأحد، أخذت طابعاً دينياً توجيهياً لأنصاره من أجل الانضباط خلال تلك الفترة، دعا "الزعيم النافذ" في البلاد إلى إبعاد كافة تشكيلات الحشد، وسرايا السلام (تابعة لتياره) على السواء عن أي مهام أمنية خلال هذا العام، محذراً من عواقب قد لا تحمد عقباها في حال لم يحصل ذلك.

التعاون مع القوى الأمنية

كما دعا كافة الصدريين والمؤيدين لتياره إلى التعاون مع القوات الأمنية، والالتزام بتوجيهاتها.

تأتي تلك التوجيهات بعد أسبوعين على مواجهات عنيفة اندلعت وسط العاصمة العراقية بغداد بين أنصار الصدر ومجموعات من الحشد داعمة للإطار التنسيقي، على خلفية نزول الصدريين في مظاهرات عارمة بعد إعلان الصدر اعتزاله العمل السياسي أواخر الشهر الماضي (أغسطس 2022).

كما تأتي بعد أن دعا الصدر حلفاءه في البرلمان (الحزب الديمقراطي الكردستاني، وتحالف السيادة برئاسة محمد الحلبوسي) إلى الانسحاب من أجل فقدان المجلس لشرعيته، وبالتالي التوصل تلقائياً لحله، وهو المطلب الذي ما فتئ يطالب به منذ أشهر.

شلل سياسي تام

يذكر أن العراق يشهد منذ الانتخابات البرلمانية المبكرة التي جرت في العاشر من أكتوبر العام الماضي (2021)، شللاً سياسياً تاماً، تأزم أكثر منذ يوليو المنصرم مع نزول طرفي الخلاف الأبرز إلى الشارع واعتصامهم وسط بغداد.

فقد بلغ الخلاف أوجه مع بدء مطالبة التيار الصدري منذ شهرين بحل مجلس النواب وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة من أجل السير بالبلاد على طريق الإصلاحات في ظل رفض خصومه في الإطار هذا التوجه، وإصرارهم على تشكيل حكومة قبل أي انتخابات جديدة.

فيما ترجم هذا التوتر على الأرض الشهر الماضي، حيث شهدت المنطقة الخضراء وسط العاصمة، مواجهات مسلحة عنيفة استمرت 24 ساعة بين أنصار الصدر من جهة وعناصر من الحشد الشعبي من جهة ثانية، مخلفة أكثر من 30 قتيلاً ومئات الجرحى.