لم تعد هذه الحوادث غريبة عن لبنان، ففي اقتحام جديد، اعتصمت النائبة اللبنانية سينتيا زرازير داخل مصرف في شمال بيروت بعدما طالبت بودائعها دون جدوى.

ووفق المعلومات، دخل زرازير بنك بيبلوس فرع انطلياس للمطالبة بجزء من وديعتها لإجراء عملية جراحية.

وبعد رفض البنك تسليمها المبلغ، أعلنت السياسية اعتصامها داخل المبنى حتى تسليمها قسماً منها والبالغ 8 آلاف دولار.

أزمة غير مسبوقة

يشار إلى أن لبنان كان شهد الشهر الماضي، عدة حوادث مماثلة، بدأت باقتحام الشابة سالي حافظ مصرف في بيروت مهددة بالسلاح، الذي تبين لاحقاً أنه مجرد لعبة، من أجل المطالبة بالحصول على أموالها التي حجزها المصرف دون وجه حق، بهدف معالجة شقيقتها المصابة بسرطان في الرأس، قبل أن تحصل على مبلغ 13 ألف دولار.

ثم دخل مودع ثانٍ إلى فرع "بنك لبنان والمهجر" في بيروت، مهدداً ومطالباً باسترداد ماله. تلاه مودع جديد اقتحم فرعا لبنك لبنان والخليج في بيروت أيضا، وآخر في منطقة الحمرا، حيث دخل مواطن غاضب عنوة فرع البنك اللبناني الفرنسي.

أيضاً شهدت بلدة شحيم بمحافظة جبل لبنان أيضاً، اقتحاماً آخر من قبل عنصر أمني.

يذكر أنه منذ العام 2019، منعت البنوك اللبنانية معظم المودعين من سحب مدخراتهم، فيما تفاقمت الأزمة الاقتصادية، تاركة الكثير من المواطنين غير قادرين على سداد تكاليف احتياجاتهم اليومية الأساسية.

وفي عام 2020، انهار الوضع الاقتصادي والمعيشي في البلاد بشكل غير مسبوق، وتدهور قيمة العملة المحلية، والغلاء، وسط ارتفاع نسب البطالة، وسط توقّعات بأن يرتفع عدد مقتحمي البنوك في الأسابيع المقبلة بعدما استفحلت الأزمة، وتخطّى الدولار عتبة 37 ألف ليرة في السوق السوداء.

وقد فتحت هذه الاقتحامات باب التساؤلات حول تكرار هذه الظاهرة خلال الآونة الأخيرة، ولجوء عدة مودعين إلى استرجاع جزء من أموالهم بالقوّة بعدما تعمّدت المصارف حجزها من دون مسوّغ قانوني.