بعد توقف عدد من وسائل النقل العامة، نتيجة أزمة الوقود التي تضرب تونس، رغم التطمينات الحكومية بحلها، اضطرّ مواطنون، اليوم الخميس، إلى التنقل نحو مقرّات عملهم مشيا على الأقدام.

فقد أظهر مقطع فيديو تم تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، تحرّك مجموعة من المواطنين في طوابير من محطة باب الخضراء للنقل العام وسط العاصمة تونس إلى عملهم مشيا على الأقدام، بعد تعذّر حصولهم على وسيلة نقل عامة.

الأزمة متواصلة

وتسبّبت أزمة الوقود في تونس، التي دخلت يومها الرابع على التوالي، في إرباك حركة النقل بالبلاد، حيث اصطفت السيارات في طابور طويل منذ ساعات الصباح الأولى أمام محطات توزيع البنزين التي تعاني من نقص في التزويد، في مشهد غير مسبوق.

فيما يستمر انعدام الوقود في محطات البنزين رغم إعلان وزارة الطاقة، أمس الأربعاء، عودة عمليات التزود بمعدلاتها الطبيعية، ورغم التطمينات الرسمية بتوفر المحروقات بكميّات كافية.

الحكومة تبرر

في المقابل، نفت السلطات الرسمية أن يكون هذا النقص ناتجا عن عدم قدرة الدولة على دفع فواتير واردات الطاقة أو عن نفاد المخزون الاستراتيجي للمحروقات في البلاد، وتلقي باللوم على لهفة أصحاب السيارات وحصولهم على أكثر من احتياجاتهم من الوقود.

وأثارت تلك الأزمة سخطا عاما لدى التونسيين ومخاوف من استمرارها، خاصة أنها تتزامن مع نقص حادّ في الغذاء عقب فقدان عدد من السلع الأساسية من الأسواق، مثل الحليب والزيت والسكر، إلى جانب الارتفاع الحاد في الأسعار.

"الحرب الأوكرانية السبب"

في حين أرجعت السلطات السبب للمضاربين في السوق السوداء وتقلبات السوق العالمية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، لكن خبراء اقتصاديين يقولون إن ذلك يعود إلى شح الموارد المالية، وعدم قدرة الدولة على خلاص المزودين الخارجيين، ومواصلة توريد الغذاء والطاقة، خاصة مع تأخر الحصول على قرض من صندوق النقد الدولي.

يذكر أنه منذ أشهر تتفاوض تونس مع صندوق النقد على قرض بقيمة 4 مليارات دولار، وتأمل الحصول عليه خلال الأسابيع المقبلة لإنعاش الموازنة العامة وتجاوز الأوضاع الاقتصادية والمالية الصعبة وغير المسبوقة.