رويترز
غادر الرئيس اللبناني المنتهية ولايته ميشال عون، القصر الرئاسي في بعبدا (شرق بيروت)، ظهر الأحد، بعد ستة أعوام أقل ما يمكن وصفها بـ"العجاف"، شهدت انهياراً مالياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً لم يشهد لبنان مثله في تاريخه الحديث. يضاف إلى كل ذلك انفجار مرفأ بيروت، الذي شكّل فاجعة وطنية، لم تصل التحقيقات بشأن المتورطين بحدوثها إلى نتيجة.
أخلى عون كرسي الرئاسة، تاركاً رأس الدولة اللبنانية للفراغ، بعدما عجز المجلس النيابي والقوى السياسية عن الاتفاق على خليفة له، وبعدما عجزت القوى السياسية عن التوافق على تشكيل حكومة، أو تعويم حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، لتقوم بتسيير شؤون البلاد إلى حين انتخاب رئيس جديد.
وعلى الرغم من كل ما شهدته ولايته الرئاسية من انهيارات، أعلن عون أن مغادرته كرسي الرئاسة، لن تعني نهاية مسيرته السياسية.
كلمة الوداع
وفي كلمة وداعية ألقاها أمام حشد كبيبر من مؤيديه في باحة القصر الرئاسي في بعبدا، قال عون وقد بدا عليه الإرباك والتأثر: "صباح اليوم، أرسلت رسالة إلى مجلس النواب وقعت فيها مرسوماً يعتبر الحكومة الحالية (برئاسة نجيب ميقاتي) مستقيلة". وزاد: "اليوم نهاية مرحلة، لكن هناك نهاية مرحلة ثانية تبدأ اليوم، وهي مرحلة النضال، ذلك إني تركت خلفي وضعاً يحتاج نضالاً وعملاً".
وقال عون مخاطباً المؤيدين: "البلد مسروق، وهذا عمل يحتاج مواقف وجهود لنقتلع الفساد من جذوره".
وتابع: "اليوم ليس وداعاً، إنما نهاية مهمة". وسأل: "من يحمي حاكم المصرف المركزي الذي لم نتمكن من إيصاله للمحكمة؟ من يحميه؟ من شريكه؟". وأضاف: "إنها المنظومة الحاكمة منذ 32 عاماً، التي أوصلتنا إلى هنا. وهذا يعني أن البلد يحتاج إلى إصلاح وفي طليعة ذلك إصلاح القضاء".
شخصية إشكالية
ولطالما أثارت شخصية عون الانقسامات بين مؤيد ومعارض، على الصعيدين المسيحي والوطني في لبنان، ذلك أن العديد من المسيحيين يؤيدونه باعتبار أنه "المدافع عن حقوقهم" في ظل النظام الطائفي الذي يحكم لبنان، فيما يتهمه آخرون بالفساد وبتغطية سلاح "حزب الله" ما مكّن الأخيبر من التحكم بمفاصل الدولة اللبنانية وبقرار الحرب والسلم.
تجدر الإشارة إلى أن عون انتخب رئيساً للجمهورية في عام 2016، بدعم من "حزب الله" ومن خصمه السياسي التاريخي في الشارع المسيحي، رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، في تفاهم تسلم بنتيجته رئيس "تيار المستقبل" (المستقيل من العمل السياسي حالياً) سعد الحريري، رئاسية مجلس الوزراء.
وشهدت رئاسة عون الكثير من المحطات والتوترات والأزمات، بدأت في عام 2017، عندما تسلل مسلحون من تنظيم "داعش" إلى بعض المناطق اللبنانية المجاورة لسوريا، حيث درات معارك عنيفة تمكن الجيش اللبناني في نهايتها بالقضاء عليهم (المسلحين) في عملية عرفت بـ"فجر الجرود" وتمت بدعم ميداني من "حزب الله".
كما تم في عهد عون وضع قانون انتخابي جديد في عام 2018، أجريت على أساسه انتخابات أعادت انتاج معظم الطبقة السياسية المسؤولة عن انهيار لبنان.
واختتم عون ولايته الرئاسية بتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بوساطة أميركية، في محاولة لتحقيق "إنجاز سياسي واقتصادي" قبل رحيله، وفقاً لما أفاد به مصدر سياسي لبنان "الشرق".
أما أسوأ المحطات في عهد عون، فتجلت في انفجار مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة أكثر من 220 شخصاً. وقال عون في وقت لاحق إنه كان "على علم" بالمواد الكيماوية المخزنة هناك وأحال الملف إلى سلطات أخرى لاتخاذ إجراءات"، إلا أن عائلات الضحايا قالت إنه "كان يجب عليه فعل المزيد".
وقال عون في تصريح لـ"رويترز" السبت، إن سلطاته الرئاسية ليست واسعة بما يكفي لمعالجة الأزمة الاقتصادية.
وقال المحامي ميشال معوشي لـ"رويترز": "كان إلى حد بعيد أسوأ رئيس في تاريخ لبنان وأنا أفضل عليه الفراغ في الرئاسة".
استعراض وداعي
وتجمع العشرات من أنصار عون أمام قصر بعبدا لتوديعه، مرتدين اللون البرتقالي المرتبط بالتيار الوطني الحر الذي يتزعمه. وحملوا صوراً له عندما تولى رئاسة البلاد وأيضاً عندما كان قائداً للجيش قبل عقود.
وقال جوزيف نجم (73 عاما)، والذي جاء بزي عسكري كان يرتديه أثناء خدمته مع عون خلال الحرب الأهلية، لـ"رويترز" إنه يتمنى أن يظل عون ثلاث سنوات أخرى في المنصب. كما قالت تيريز يونس، البالغة من العمر 16 عاماً والتي جاءت مع رفيقاتها بالتيار من مدينة زحلة، إنها دعمت عون منذ أن كانت في الثامنة من عمرها مضيفة أنها "حزينة لرحيله". وقالت: "لو كان عمري 18 سنة كنت تركت لبنان بس يترك القصر. ما في لبنان بعد ميشال عون".
غادر الرئيس اللبناني المنتهية ولايته ميشال عون، القصر الرئاسي في بعبدا (شرق بيروت)، ظهر الأحد، بعد ستة أعوام أقل ما يمكن وصفها بـ"العجاف"، شهدت انهياراً مالياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً لم يشهد لبنان مثله في تاريخه الحديث. يضاف إلى كل ذلك انفجار مرفأ بيروت، الذي شكّل فاجعة وطنية، لم تصل التحقيقات بشأن المتورطين بحدوثها إلى نتيجة.
أخلى عون كرسي الرئاسة، تاركاً رأس الدولة اللبنانية للفراغ، بعدما عجز المجلس النيابي والقوى السياسية عن الاتفاق على خليفة له، وبعدما عجزت القوى السياسية عن التوافق على تشكيل حكومة، أو تعويم حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، لتقوم بتسيير شؤون البلاد إلى حين انتخاب رئيس جديد.
وعلى الرغم من كل ما شهدته ولايته الرئاسية من انهيارات، أعلن عون أن مغادرته كرسي الرئاسة، لن تعني نهاية مسيرته السياسية.
كلمة الوداع
وفي كلمة وداعية ألقاها أمام حشد كبيبر من مؤيديه في باحة القصر الرئاسي في بعبدا، قال عون وقد بدا عليه الإرباك والتأثر: "صباح اليوم، أرسلت رسالة إلى مجلس النواب وقعت فيها مرسوماً يعتبر الحكومة الحالية (برئاسة نجيب ميقاتي) مستقيلة". وزاد: "اليوم نهاية مرحلة، لكن هناك نهاية مرحلة ثانية تبدأ اليوم، وهي مرحلة النضال، ذلك إني تركت خلفي وضعاً يحتاج نضالاً وعملاً".
وقال عون مخاطباً المؤيدين: "البلد مسروق، وهذا عمل يحتاج مواقف وجهود لنقتلع الفساد من جذوره".
وتابع: "اليوم ليس وداعاً، إنما نهاية مهمة". وسأل: "من يحمي حاكم المصرف المركزي الذي لم نتمكن من إيصاله للمحكمة؟ من يحميه؟ من شريكه؟". وأضاف: "إنها المنظومة الحاكمة منذ 32 عاماً، التي أوصلتنا إلى هنا. وهذا يعني أن البلد يحتاج إلى إصلاح وفي طليعة ذلك إصلاح القضاء".
شخصية إشكالية
ولطالما أثارت شخصية عون الانقسامات بين مؤيد ومعارض، على الصعيدين المسيحي والوطني في لبنان، ذلك أن العديد من المسيحيين يؤيدونه باعتبار أنه "المدافع عن حقوقهم" في ظل النظام الطائفي الذي يحكم لبنان، فيما يتهمه آخرون بالفساد وبتغطية سلاح "حزب الله" ما مكّن الأخيبر من التحكم بمفاصل الدولة اللبنانية وبقرار الحرب والسلم.
تجدر الإشارة إلى أن عون انتخب رئيساً للجمهورية في عام 2016، بدعم من "حزب الله" ومن خصمه السياسي التاريخي في الشارع المسيحي، رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع، في تفاهم تسلم بنتيجته رئيس "تيار المستقبل" (المستقيل من العمل السياسي حالياً) سعد الحريري، رئاسية مجلس الوزراء.
وشهدت رئاسة عون الكثير من المحطات والتوترات والأزمات، بدأت في عام 2017، عندما تسلل مسلحون من تنظيم "داعش" إلى بعض المناطق اللبنانية المجاورة لسوريا، حيث درات معارك عنيفة تمكن الجيش اللبناني في نهايتها بالقضاء عليهم (المسلحين) في عملية عرفت بـ"فجر الجرود" وتمت بدعم ميداني من "حزب الله".
كما تم في عهد عون وضع قانون انتخابي جديد في عام 2018، أجريت على أساسه انتخابات أعادت انتاج معظم الطبقة السياسية المسؤولة عن انهيار لبنان.
واختتم عون ولايته الرئاسية بتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بوساطة أميركية، في محاولة لتحقيق "إنجاز سياسي واقتصادي" قبل رحيله، وفقاً لما أفاد به مصدر سياسي لبنان "الشرق".
أما أسوأ المحطات في عهد عون، فتجلت في انفجار مرفأ بيروت، الذي أودى بحياة أكثر من 220 شخصاً. وقال عون في وقت لاحق إنه كان "على علم" بالمواد الكيماوية المخزنة هناك وأحال الملف إلى سلطات أخرى لاتخاذ إجراءات"، إلا أن عائلات الضحايا قالت إنه "كان يجب عليه فعل المزيد".
وقال عون في تصريح لـ"رويترز" السبت، إن سلطاته الرئاسية ليست واسعة بما يكفي لمعالجة الأزمة الاقتصادية.
وقال المحامي ميشال معوشي لـ"رويترز": "كان إلى حد بعيد أسوأ رئيس في تاريخ لبنان وأنا أفضل عليه الفراغ في الرئاسة".
استعراض وداعي
وتجمع العشرات من أنصار عون أمام قصر بعبدا لتوديعه، مرتدين اللون البرتقالي المرتبط بالتيار الوطني الحر الذي يتزعمه. وحملوا صوراً له عندما تولى رئاسة البلاد وأيضاً عندما كان قائداً للجيش قبل عقود.
وقال جوزيف نجم (73 عاما)، والذي جاء بزي عسكري كان يرتديه أثناء خدمته مع عون خلال الحرب الأهلية، لـ"رويترز" إنه يتمنى أن يظل عون ثلاث سنوات أخرى في المنصب. كما قالت تيريز يونس، البالغة من العمر 16 عاماً والتي جاءت مع رفيقاتها بالتيار من مدينة زحلة، إنها دعمت عون منذ أن كانت في الثامنة من عمرها مضيفة أنها "حزينة لرحيله". وقالت: "لو كان عمري 18 سنة كنت تركت لبنان بس يترك القصر. ما في لبنان بعد ميشال عون".