عاد عشرات اللاجئين السوريين إلى بلادهم اليوم السبت، قادمين من لبنان في ثاني قافلة خلال أقل من أسبوعين، وسط مساعٍ لبنانية لتنظيم عودة جماعية للاجئين إلى البلد الذي مزقته الحرب.

وقالت وكالة الأنباء الوطنية اللبنانية الرسمية إن "العودة الطوعية" السبت ضمت 330 سورياً غادروا سهل البقاع إلى منطقة القلمون غربي سوريا. وتقع القلمون على حدود لبنان وشهدت منذ سنوات بعض أسوأ المعارك في الصراع السوري الدائر منذ 11 عاماً.

وكان نحو 500 لاجئ سوري قد غادروا لبنان إلى سوريا في 26 أكتوبر/تشرين الأول، ليصبحوا أول مجموعة تعود إلى الوطن منذ أكثر من عامين.

وقرر العديد من اللاجئين السوريين، بعد الإقامة لسنوات في لبنان، العودة إلى ديارهم بعد تضررهم جراء الانهيار الاقتصادي التاريخي للبلاد الذي دام ثلاث سنوات والذي ألقى بثلاثة أرباع اللبنانيين إلى الفقر.

ومنذ بدء الأزمة الاقتصادية أواخر عام 2019، ألقى بعض السياسيين اللبنانيين باللوم على اللاجئين في الأزمة.

ووفّر لبنان المأوى لأكثر من مليون لاجئ سوري لكن الكثيرين يزعمون أن العدد أعلى بكثير. وسجلت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة حوالي 825 ألف سوري لكنها توقفت عن الإحصاء عام 2015 بناء على طلب من السلطات اللبنانية.

وأعلن المسؤولون في وقت سابق من هذا العام عن خطة لإعادة 15 ألف لاجئ شهريا، والتي لم تتحقق حتى الآن.

وبدأ لبنان في 2018 تنظيم رحلات "العودة الطوعية". وكان السوريون يسجلون للعودة، ثم تدار القائمة من قبل مسؤولي الأمن السوريين لمعرفة ما إذا كان الأفراد ضمن القائمة مطلوبين أو يشكلون تهديداً أمنياً لدمشق. وجرى رفض بعض هذه الأسماء وتقليص القائمة الأصلية إلى الأسماء النهائية.

ويمثل العائدون جزءًا صغيراً من عدد هائل من اللاجئين الذين لا يزالون في لبنان حيث تؤكد الأمم المتحدة أن سوريا ليست مكاناً آمناً لعودة جماعية.

من جهته، قال وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني هيكتور حجار للصحفيين قرب الحدود السورية، السبت، إن العائدين تلقوا ضمانات من السلطات اللبنانية والسورية بالعودة. وأضاف أنه يتعين على المجتمع الدولي تشجيع مثل هذه العودة، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فينبغي "أن يكونوا محايدين في هذه الحالة".

وتوقفت رحلات العودة عام 2020 خلال جائحة فيروس كورونا. بحلول ذلك الوقت، كان حوالي 21 ألف لاجئ إلى سوريا قد عادوا من لبنان بهذه الطريقة، وفقاً لمسؤولين لبنانيين.

وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن 76 ألف و500 لاجئ سوري على الأقل عادوا طواعية من لبنان منذ عام 2016، بعضهم في رحلات نظمتها الحكومة والبعض الآخر بمفردهم.

وأدى الصراع في سوريا الذي بدأ في مارس/ آذار 2011 إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد نصف سكان البلاد البالغ عددهم قبل الحرب 23 مليون نسمة.