تعرض الناشط البيئي العراقي المعروف جاسم الأسدي، أمس السبت، للاختطاف على يد قوة مسلحة واقتياده إلى مكان مجهول.

وقال ناظم الأسدي، شقيق الناشط المختطف، إن قوة مسلحة اختطفت شقيقه قرب العاصمة بغداد واقتادته إلى جهة مجهولة.

وذكرت مصادر أن الأسدي اختطف قبل عدة أيام مع العلم أنه يترأس منظمة طبيعة أهوار العراق ويعمل منذ عام 2003 كباحث حول المسطحات المائية في جنوب العراق، وساهم مع ناشطين من مختلف دول العالم على عودة الأهوار إلى وضعها الطبيعي وجعلها محمية طبيعية عبر دخولها إلى التراث العالمي.

وفي اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس، قال ناظم الأسدي إن شقيقه الناشط "كان يقود سيارته على الطريق السريع قادما من مدينة الحلة (جنوب) باتجاه بغداد" عندما "أوقفته سيارتان وقام مسلحون بملابس مدنية (...) بتقييد يديه ووضعه في إحدى المركبات ونقله لمكان مجهول". وأوضح أن الحادث وقع "على بعد نحو خمسة كيلومترات عن العاصمة" بغداد.

وأضاف شقيق الأسدي أن "ابن عمي كان معه وتركوه في اللحظة نفسها على الطريق"، مؤكداً أن الخاطفين لم يتصلوا بالعائلة، لكن الشرطة تواصل البحث عن الناشط البيئي.

وردا على سؤال عن دوافع الخطف، قال ناظم الأسدي "نحن بحاجة إلى وقت لفهم الأسباب".

من جهته، أكد مسؤول أمني لفرانس برس طالبا عدم كشف اسمه، أن عائلة الأسدي قدمت بلاغا إلى القوات الأمنية يفيد بأنهم فقدوا الاتصال مع جاسم الأسدي أثناء توجه لزيارة إلى بغداد.

وعلى الرغم من عودة مظاهر الحياة إلى طبيعتها واستقرار الأوضاع الأمنية نسبيا بعد عقود من الصراع في العراق، ما زالت حوادث خطف واغتيال ناشطين أو مسؤولين تتكرر في هذا البلد الذي يعيش نزاعات قبلية، بينما يدين المجتمع المدني انتشار الأسلحة وتواجد فصائل مسلحة في عموم العراق.

والأسدي مهندس هيدروليك ولد في 1957 في أهوار العراق. وقد شارك منذ 2006 في مبادرات تهدف إلى أعاش هذه المنطقة الواقعة في جنوب العراق وتعرضت لتجفيف شبه كامل في تسعينات القرن الماضي في عهد صدام حسين.

وتعاني الأهوار من موجة جفاف ضربت العراق في الأعوام الماضية بما في ذلك نقص الأمطار وانخفاض منسوب نهري دجلة والفرات بسبب السدود التي أقيمت في المنبع في تركيا وإيران المجاورتين.