عاد عشرات المتطرفين الإسرائيليين لاقتحام "الأقصى"، الأربعاء، بعد ساعات صعبة اقتحمت فيها الشرطة الإسرائيلية المسجد واعتقلت 350 فلسطينيا.
وبحسب مراسل "العين الإخبارية"، رافقت الشرطة الإسرائيلية المقتحمين في ساحات المسجد التي خلت إلا من قلة من كبار السن بعد أن منعت الشرطة منذ فجر اليوم من هم دون سن 45 عاما من دخول المسجد.
ورفع اقتحام إسرائيلي، فجر اليوم، للمسجد الأقصى من منسوب التوتر في الأراضي الفلسطينية من جنين في شمالي الضفة الغربية وصولا إلى قطاع غزة جنوبا.
كما شهدت أحياء القدس الشرقية مواجهات عنيفة لم تشهدها منذ شهور عديدة.
اعتداءات
وحذرت أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك "وأدانت بأشد العبارات اقتحام شرطة الاحتلال للمسجد القبلي/الجامع الأقصى قبيل فجر اليوم الرابع عشر من رمضان وتدنيس حرمة المسجد والتعدي على المعتكفين فيه بالضرب المبرح وتكسير شبابيك وأبواب المسجد بشكلٍ متعمد وإخراج المعتكفين بالقوة من المسجد القبلي واعتقالهم".
وقالت: "تعتبر أوقاف القدس هذه التصرفات تعديا صارخا على هوية ووظيفة المسجد كمكان عبادة خاص بالمسلمين وحدهم وكذلك تعديا سافرا ومرفوضا على صلاحيات أوقاف القدس وخدمتها لضيوف الرحمن في مسجدهم الأقصى المبارك".
وأضافت: "تناشد أوقاف القدس صاحب الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى المبار ك الحرم القدسي الشريف والعالمين العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بوضع حد لهذه الاعتداءات والاقتحامات ضد حرمة المسجد الأقصى وحرمة شهر رمضان الفضيل وحرمة المصلين المسلمين وحقهم بممارسة شعائر التهجد والاعتكاف والصلاة والقيام (...)".
اعتقالات
وفي بيان سابق، أعلنت الشرطة الإسرائيلية في بيان اعتقال أكثر من 350 فلسطينيا من المسجد الأقصى.
وقالت: "بعد محاولات عدة وطويلة من الحوار بهدف إخراجهم دون جدوى، اضطرت قوات الشرطة إلى دخول المكان لإخراجهم".
وكانت الشرطة الإسرائيلية اقتحمت المسجد واعتدت على المصلين بالضرب واعتقلتهم لإفساح المجال أمام اقتحامات المستوطنين تزامنا مع عيد الفصح اليهودي الذي يبدأ مساء اليوم ويستمر لمدة أسبوع.
وتطوع العديد من المحامين الفلسطينيين للدفاع عن المعتقلين حيث بدأ الإفراج عن العشرات منهم ولكن بشرط الإبعاد عن المسجد الأقصى لفترة عيد الفصح اليهودي التي تستمر أسبوعا.
توتر يتصاعد
وفجر الاقتحام حالة من التوتر الشديد بددت الهدوء الذي ساد الأراضي الفلسطينية منذ بداية شهر رمضان.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن فلسطينيين أطلقوا، على 3 دفعات، 10 صواريخ من قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية فجر اليوم.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان: "تم رصد إطلاق خمس قذائف صاروخية من قطاع غزة نحو اسرائيل حيث اعترضت القبة الحديدية أربعة منها".
وأضاف: "كما تم رصد إطلاق أربع قذائف صاروخية أخرى من غزة نحو منطقة غلاف القطاع سقطت جميعها في مناطق مفتوحة ولم يتم اعتراضها وفق السياسة المتبعة".
وتابع: "تم رصد إطلاق قذيفة صاروخية من قطاع غزة سقطت في منطقة مفتوحة بالقرب من كيبوتس ياد مردخاي في غلاف غزة حيث تم تفعيل الإنذار في تطبيق الجبهة الداخلية فقط".
وعلى إثر ذلك، أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على مواقع في غزة على دفعتين.
وقال الجيش الإسرائيلي: "أغارت طائرات حربية على موقع لإنتاج أسلحة وموقع آخر لتصنيع وتخزين وسائل قتالية تستخدمهما منظمة حماس في وسط قطاع غزة".
وأضاف: "أغارت طائرات حربية على مجمع تدريبات يتبع لمنظمة حماس في شمال غزة والذي كان يستخدم لتدريب عناصر التنظيم، كما قصفت دبابات الجيش الإسرائيلي عدة نقاط عسكرية تابعة لحماس على حدود القطاع".
وتابع: "تتحمل حماس مسؤولية ما يجري في قطاع غزة وستدفع ثمن الانتهاكات الأمنية ضد دولة إسرائيل".
ويرجح أن يستمر التوتر في الأراضي الفلسطينية إلى حين انتهاء عيد الفصح اليهودي الأسبوع القادم.