أودى التدافع خلال توزيع مساعدات مالية من التجار على سكان صنعاء إلى وفاة 85 شخصاً وإصابة أكثر من 300 آخرين

أدت حادثة تدافع في اليمن خلال توزيع مساعدات مالية إلى مقتل 85 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 300 آخرين بجروح، في البلد الفقير الذي يشهد نزاعاً منذ العام 2014.

في ما يأتي المعلومات التي نعرفها حتى الساعة عن أحد أكبر حوادث التدافع في العالم خلال السنوات العشر الأخيرة.

داخل مدرسة

حصل التدافع داخل مدرسة معين التي استخدمها عدد من التجار كمركز لتوزيع مساعدات مالية على الفقراء.

وتقع المدرسة عند باب اليمن، المدخل الأساسي إلى صنعاء القديمة من الجهة الجنوبية، وهو الباب الوحيد المتبقي بكامله من بين سبعة أبواب أخرى كانت في الماضي مداخل المدينة المسورة.

وتضمّ منطقة باب اليمن مقرّ نادي أهلي صنعاء لكرة القدم.

وصنعاء القديمة، هي أحد أربعة مواقع يمنية مدرجة على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو). وتعود منازل الآجر الشهيرة فيها ومساجد وحمامات إلى ما قبل القرن السادس.

الحصيلة

قال مسؤول أمني حوثي لوكالة "فرانس برس": "قُتل 85 شخصاً وأصيب أكثر من 322 بجروح بينهم 50 في حالة حرجة" جراء التدافع.

وأشار المسؤول مشترطًا عدم كشف هويّته إلى أن "بين القتلى نساءً وأطفالاً".

وأكد مسؤول طبي هذه الحصيلة، قائلاً إن الضحايا توزعوا على ثلاثة مستشفيات.

ورسمياً، أعلنت وزارة الصحة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً، أن الحصيلة النهائية للتدافع بلغت "78 حالة وفاة، و77 إصابة، بينها 13 إصابة حرجة".

وأشارت إلى أن "62 إصابة خفيفة غادرت المستشفى بعد تلقيها الرعاية الطبية اللازمة".

اكتظاظ أو إطلاق نار؟

وأفادت سلطات الحوثيين أن الحادثة وقعت "بسبب تدافع مواطنين أثناء التوزيع العشوائي لمبالغ مالية من قبل بعض التجار".

وكتب عضو "المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي على تويتر، أن التدافع حصل بسبب الاكتظاظ وضيق الشارع الذي تجمّعت فيه الحشود.

وأظهرت مشاهد مصوّرة مئات الأشخاص في مكان ضيق ومكتظ يتجمّعون للحصول على مساعدات مالية، قبل أن يبدأ التدافع.

وظهر في تسجيل نشرته قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، عشرات الأشخاص يتدافعون في مكان ضيّق، فيما يتعالى صراخ بعضهم وسط صيحات "عودوا للوراء، عودوا للوراء".

في المقابل، قال بعض شهود العيان إنّهم سمعوا إطلاق نار قبل أن يبدأ التدافع.

ثمانية دولارات

حصلت المأساة قبيل حلول عيد الفطر، خلال فترة غالباً ما تُوزّع خلالها مساعدات مالية على الفقراء.

وأفاد مسؤول أمني في صنعاء وكالة "فرانس برس" أن المبلغ المالي الذي كان يوزّع قبل حصول التدافع، يبلغ خمسة آلاف ريال يمني أي ما يعادل ثمانية دولارات، بحسب سعر الصرف غير الرسمي.

ويعيش أكثر من ثلثي سكان اليمن البالغ عددهم 30 مليوناً، تحت خط الفقر، وفقاً لتقديرات الأمم المتحدة، ويعتمدون على المساعدات الإنسانية كمورد رئيسي.

تحقيق وتوقيفات

أعلن رئيس "المجلس السياسي الأعلى" لدى الحوثيين مهدي المشاط "تشكيل لجنة من الداخليّة والأمن والمخابرات والقضاء والنيابة للتحقيق في حادثة التدافع"، حسب ما أوردت وكالة أنباء الحوثيين.

وقال مسؤول أمني في صنعاء إنّ السلطات "أوقفت ثلاثة تجّار على خلفية الحادثة".

تابعوا آخر أخبار العربية عبر Google News