حذرت نقابة أطباء السودان من كارثة صحية تلوح في الأفق نتيجة استمرار الاشتباكات في البلاد، وطالبت بفتح مسارات آمنة لتوصيل الوقود إلى المستشفيات لتشغيل المولدات الكهربائية بهدف ضمان عمل الأجهزة والمعدات.

كما أكدت أن نحو 70% من مستشفيات العاصمة باتت خارج الخدمة، حيث تم إغلاق العديد منها في حين تعاني المشافي المتبقية من نقص شديد في الكوادر والاحتياجات الطبية والمحاليل والحقن إضافة إلى انقطاع الكهرباء.

وتجاوز عدد ضحايا الاشتباكات في السودان الـ600 ضحية. وفي حديث لوزير الصحة السوداني لـ"العربية" و"الحدث" قال إن أكثر من 600 وفاة رصدت في كل مستشفيات السودان قتلوا خلال الاشتباكات.

وأضاف أن 125 مستشفى تضررت بشكل كبير نتيجة القتال في عاصمة البلاد، الخرطوم.

بدورها، أعلنت نقابة أطباء السودان مقتل 26 وإصابة 33 بمدينة الأبيض جراء القتال بين الجيش والدعم السريع.

وقال الهلال الأحمر السوداني لـ "العربية" و"الحدث" إن مدينة الأبيض تعرضت لأعمال عنف على الكوادر الطبية، مطالبا بفتح مسارات آمنة حتى تقوم الكوادر الطبية بعملها.

هذا وتدهورت الأوضاع في السودان مؤخراً على خلفية الخلافات السياسية بين قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، الذي يرأس أيضاً مجلس السيادة (الهيئة الحاكمة في البلاد)، ونائبه في المجلس، قائد قوات "الدعم السريع" محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وقد اندلعت الاشتباكات بين الجهتين صباح يوم 15 أبريل، وبحسب أحدث بيانات منظمة الصحة العالمية، قُتل 330 شخصاً وأصيب أكثر من 3 آلاف آخرون منذ بداية الاشتباكات.

وقال المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط أحمد المنظري في تغريدات نشرها حساب المنظمة في شرق المتوسط على تويتر إنه وفقا لوزارة الصحة السودانية فإن 20 مستشفى أغلقت أبوابها قسرا بسبب الهجمات أو نقص الموارد، فيما تظل 8 مرافق صحية أخرى عرضة لذلك بسبب إجهاد الموظفين أو نقص الأطباء والإمدادات.

ودعا المنظري "جميع الأطراف إلى إعلان هدنة إنسانية مستدامة في أقرب وقت ممكن" حتى يتمكن المحاصرون جراء القتال من البحث عن ملاذ، والمدنيون من الحصول على الغذاء والماء والأدوية والمواد الأساسية.

يذكر أن القتال العنيف بين القوتين العسكريتين الكبيرتين في البلاد كان انطلق الأسبوع الماضي، بعد أيام من دفع قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية نحو قاعدة مروي في الولاية الشمالية، فضلاً عن بعض الآليات بمراكزها بالخرطوم، ما استفز الجيش الذي أكد أن تلك التحشيدات غير قانونية، وتمت دون تنسيق معه.

لكن قوات الدعم السريع أكدت أنها نسقت مع القوات المسلحة، رافضة سحب تلك الآليات، ليندلع القتال لاحقاً في بلد لا يزال منذ 2019 يحاول تلمس طريقه نحو حكم ديمقراطي جديد، يطوي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير.