تخيّم أجواء الحزن على اليمن، خاطفة ما تبقى من البهجة بقدوم عيد الفطر، بعد حادثة التدافع التي شهدتها العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، مساء الأربعاء الماضي، وأدت إلى مقتل أكثر من 82 شخصا وإصابة العشرات من الفقراء والمحتاجين الذين كانوا ينتظرون مساعدات إنسانية.

وتأتي هذه الفاجعة المروّعة، بعد نحو أسبوع من الأجواء الإيجابية إثر عملية تبادل أكثر من 1000 أسير ومختطف بين الحكومة اليمنية والحوثيين، تزامنًا مع جهود إقليمية ودولية لإحياء العملية السياسية تمهيدًا لسلام شامل ومستدام، ينهي الحرب التي اندلعت قبل قرابة 9 سنوات.

دعوات لتحقيق دولي

وعبّر رئيس مجلس القيادة الرئاسي في البلاد، رشاد العليمي، مساء الخميس، في خطاب بمناسبة حلول عيد الفطر، عن تعازيه ومواساته لعائلات ضحايا التدافع المؤلم.

ووجه العليمي، الحكومة اليمنية، بالتنسيق مع المنظمات الدولية ووكالات الإغاثة، لتقديم يد العون للمصابين وأسر ضحايا هذه الواقعة المروّعة.

بدورها، دعت الحكومة، في بيان نشرته وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، المجتمع الدولي إلى فتح تحقيق شفاف لمعرفة أسباب هذه الكارثة والنكبة، التي قالت إنها ما كانت لتحدث "لولا إمعان مليشيا الحوثي الإرهابية في تجويع الناس وسلب إرادتهم والسيطرة على مقدرات الحياة المختلفة، وانتهاجها سياسة التجويع التي انتهجها الأئمة الكهنوتيون عبر تاريخهم".

قلوب مكسورة

ولا يجد اليمنيون رغبة في الابتهاج بالعيد وسط الألم الذي خلفته الفاجعة التي دفعت عشرات الضحايا للتزاحم والتدافع أملًا في الحصول على ما يسدّ رمقهم.

وكتب رئيس الحكومة الأسبق، خالد بحاح، تغريدة على تويتر، قال فيها: "بأي حال عدت يا عيد.. بدموع أهالي ضحايا التدافع المكسورة، وقلوب السجناء العائدين المجبورة. وبين كَسر وجَبر، تمضي البلاد وأهلها على أمل الانفراجة المنتظرة..".

وعلقت عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، إشراق المقطري: "وجعك وجعنا يا صنعاء !! أي عيد بعد كل هذا الموت القاسي. عشرات اليمنيين الأبرياء يقتلون بسبب الجوع والبحث عن فتات. هذه الحادثة من بدايتها إلى نتيجتها الكارثية، وتفاصيل قصة كل ضحية سقط مضرجا بدمائه في ليل صنعاء الدامي في طابور المساعدات، هي تلخيص ما يحدث لليمن وصنعاء منذ ٢١ سبتمبر الأسود".

وقال عضو الهيئة الرئاسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، لطفي شطارة، في تغريدته: "يعصرنا الألم أن نحتفل بسلام وأمان وحال مستور في عدن والجنوب بشكل عام بعيد الفطر المبارك، ونحن نرى المذبحة التي ارتكبتها مليشيات الحوثي والتي أدت إلى مقتل العشرات من المواطنين في صنعاء. ممارسات الحوثي أفقرت وأهانت الناس هناك.. الحوثي أعاد للشمال الثالوث المرعب، الجهل والفقر والمرض".