وصل عدد من تم إجلاؤهم من السودان حتى الآن 1539 مصريا

كشف طالب مصري عائد من السودان تفاصيل المعاناة والمأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوداني جراء الحرب الدائرة هناك منذ أيام.

وقال أحمد حلمي الطالب بكلية الطب بالسودان وأمين مساعد اتحاد الطلاب المصريين هناك والذي عاد لمصر مؤخرا لـ "العربية.نت" إن الوضع الإنساني في السودان صعب للغاية، فالحصول على جرعة الماء بات حلما لتوقف محطات المياه، كما باتت الكهرباء ترفا في ظل توقف الشبكات عن العمل فضلا عن انقطاع شبكات الاتصال فى عدد كبير من المناطق وتوقف البنوك عن العمل، وعدم تمكن الأهالي من سحب الأموال وغلق الكثير من منافذ توزيع السلع والخدمات والطعام.

وأضاف أن الموت يحاصر الجميع وفي كل مكان سواء داخل المنازل أو الشوارع، فإطلاق الرصاص الحي على الجميع كان يتم عشوائيا وبلا تمييز أو تفرقة، مشيرا إلى أن رصاص الدوشكا الروسي كان ينطلق من داخل المنازل ويخترق الجدران ويصيب السكان بإصابات بالغة، كما أن المباني كانت تتعرض للاهتزاز وبشدة وتكاد تنهار فور مرور الطائرات فوقها .

وأوضح أن النزول للشوارع في ظل هذه الأجواء كان مغامرة محفوفة بالخطر، وقد يكون مصيرها الموت المحتم في ظل الإطلاق العشوائي للنيران، وتواصل القصف، موضحا أن سماء العاصمة الخرطوم كانت سوداء للغاية بسبب تصاعد النيران واستمرار ألسنة الدخان الكثيفة.

وكشف أمين مساعد اتحاد الطلاب المصريين أن عدد الطلاب المصريين في السودان، يترواح ما بين 10آلاف إلى 15 ألف طالب، يتركز غالبيتهم في العاصمة الخرطوم لوجود أغلب الجامعات في مناطقها مؤكدا أن حكومة بلاده بذلت أقصى ما فى وسعها لعودة الطلاب خلال الساعات الماضية ويتم العمل حاليا على إعادة الباقين.

وقال إن عمليات الإجلاء كانت تجري بصعوبة بالغة لكون الطلاب يقيمون في شقق سكنية مختلفة وفي مناطق متفرقة وعمليات تجميعهم لإجلائهم كانت مستحيلة لصعوبة النزول للشارع في ظل القصف المتصاعد، موضحا أن ما ساعد في تسهيل المهمة أن بداية الحرب كانت خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان وتزامن ذلك مع نزول عدد كبير من الطلاب لمصر لقضاء عطلة العيد مع أسرهم وأقاربهم.

وأوضح أن هناك شوارع ومناطق في مدينة الخرطوم كان الوضع فيها صعبا للغاية حيث تتطاير فيها طلقات الرصاص وفي كل اتجاه، وتتعرض للقصف وبلا توقف، مثل المطار والشرقي والخرطوم 2 والعمارات ومقابر الفاروق مضيفا أن عددا من الطلاب المصريين كانوا يقيمون في شقق بتلك الشوارع.

وقال إن السلطات المصرية استغلت فترة الهدنة وقامت بإجلاء الطلاب المصريين من مناطقهم بالخرطوم لولاية مدني والانتقال بباصات لمعبر أرقين على الحدود المصرية، مشيرا إلى أنهم تلقوا خدمات و تيسيرات من السلطات المصرية فور وصولهم للمنفذ وحتى وصولهم لمنازلهم في المحافظات المختلفة.

وكانت الحكومة المصرية قد وضعت خطة لإجلاء الرعايا والطلاب المصريين من السودان وفقاً لأماكن تواجدهم .

وأكدت السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة و شؤون المصريين بالخارج، أن الحكومة تتابع أوضاع الجالية المصرية بالسودان، وسيتم إجلاء المصريين هناك وفقاً للخطة المعلنة والتي تراعي سلامتهم ووفق أقصى درجات الحيطة والحظر.

ودعت الوزيرة المتواجدين خارج العاصمة الخرطوم بالتوجه إلى نقطتي التجمع في مقر القنصلية العامة المصرية بمدينة بورسودان بولاية البحر الأحمر، ومكتب وادي حلفا القنصلي بمدينة وادي حلفا بولاية الشمالية، تمهيدًا لإعادتهم إلى مصر مناشدة المصريين المتواجدين بمدينة الخرطوم الابتعاد عن مناطق التوتر والاشتباكات والانفلات الأمني، والتزام مناطق سكنهم، لحين إجلائهم.

وكان السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية قد أعلن في وقت سابق الثلاثاء، أن السفارة المصرية في الخرطوم وكلا من قنصليات مصر في الخرطوم وبورسودان والمكتب القنصلي في وادي حلفا، يواصلون جهودهم في عملية إجلاء المواطنين، حيث وصل عدد من تم إجلاؤهم حتى الآن 1539 مصريا.