مع دخول الصراع في السودان أسبوعه الثالث، وسط هدن لم تصمد حتى الساعة وتخللتها العديد من الانتهاكات، تعم الفوضى في شوارع العاصمة الخرطوم.

فقد وثق العديد من المواطنين والناشطين عبر مواقع التواصل خلال الأيام الماضية حوادث نهب المحال التجارية والمخازن، من قبل المسلحين الذين يتجولون وسط الأحياء السكنية.

نهب البيوت وحتى المستشفيات

كما طالت أعمال النهب المصارف وحتى المستشفيات.

نهب وسرقة في أم درمان

كذلك لم تنجُ البيوت والمنازل المدنية أيضا، بحسب ما أكد أكثر من سوداني من سكان العاصمة عبر فيسبوك وتويتر اللذين باتا أشبه بباب أمل ووسيلة لتعاضد السكان فيما بينهم تحت وسم #حوجة_الخرطوم!

في المقابل عمد بعض الشبان في الأحياء السكنية إلى التجمع ليلاً والسهر على أسطح منازلهم لحمايتها من النهب والسرقة، متسلحين ببنادق خفيفة، وصينية من أكواب الشاي، تساعدهم على اليقظة.

فيما راح بعض الرجال يتجولون أحيانا ضمن مجموعات من 3 أفراد، ثلاث مرات من غروب الشمس إلى شروقها بين الأحياء.

سهر وتجول

ففي إحدى المناطق شرق الخرطوم، قال يوسف السماني، 37 عاماً، "بدأنا فعل هذا بعد أيام من بداية الحرب عندما كاد رجلان مسلحان أن ينهبا بيت جاري بعدما كسرا نافذته"، وفق ما نقلت عنه صحيفة الغارديان.

بدوره، أوضح محمد آدم، 21 عامًا، الذي كان يعمل في متجر والده بالسوق الشعبية، أنه أطلق مبادرة مع أصدقائه لحراسة الحي. وقال: "تمكنا من تقليل حالات السرقة بسبب مراقبتنا ليلاً ونهاراً".

أعمال نهب للبنوك

كذلك، تكرر الأمر في أم درمان حيث تعرضت الأسواق والمصانع والبنوك للنهب، من قبل مسلحين، لتباع لاحقا الثلاجات والتلفزيونات وحتى الطعام والسجائر في ضواحي العاصمة.

أما مصدر السلاح، فمن أسواق السلاح المفتوحة في البلاد. وقد تمكن العديد من سكان العاصمة من الحصول على أسلحة نارية من الجنود القتلى الذين تركت جثثهم في الشوارع لأيام.

وفي السياق، قالت حنان خميس، وهي من سكان عمران، "لم يسرق الرجال أشياء ثمينة فحسب، بل حصلوا على بنادق من الجنود القتلى في الشوارع".

تأتي تلك المظاهر فيما تتواصل الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع وسط تبادل الاتهامات بين الطرفين بالتفلت، وتنفيذ عمليات السرقة هذه التي عمت مناطق العاصمة خلال الأيام الماضية.

علماً أن الشرطة كانت أعلنت سابقا أنها دفعت بعناصرها مجدداً إلى الشوارع، بعد موجة غضب عارمة وتساؤلات طرحها السودانيون حول غيابها.