منذ انطلاق الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، منتصف الشهر الماضي، والسودانيون يعيشون أوضاعاً كارثية.

فقد ارتفعت أسعار السلع حتى المواد الأساسية بشكل كبير، فيما تقطعت سبل المواطنين للوصول إلى مدخراتهم.

وقال حسن محمد علي، وهو موظف حكومي يبلغ من العمر 55 عاما، خلال توقفه في عطبرة على بعد 350 كيلومترا شمال شرقي الخرطوم بينما كان في طريقه إلى الحدود المصرية، إن السودانيين فقدوا معظم مدخراتهم وانخفضت القوة الشرائية في البلد ولا توجد مصادر للدخل، مشيراً إلى أن هذا الوضع كارثي.

إنه الجحيم

كما أضاف أنهم عانوا من انقطاع الكهرباء والمياه وتوقف الأطفال عن الدراسة، واصفا الوضع في العاصمة بالجحيم.

بدورها وصفت عائشة إبراهيم داود التي قضت وأقاربها خمسة أيام في سيارة مستأجرة للانتقال من الخرطوم إلى بلدة وادي حلفا الشمالية، حيث تكدس النساء والأطفال في مؤخرة شاحنة نقلتهم إلى طابور على الحدود المصرية، الأوضاع بالصعبة.

وقالت إن معاناتهم لم يسبق لها مثيل، وفق ما نقلت رويترز.

الأسعار نار

تتطابق تلك التصريحات مع إعلان الأمم المتحدة أن القتال في السودان تسبب في ارتفاع حاد في أسعار السلع الأساسية، وتراجع المخزونات الطبية بشكل خطير وفرار مئات الآلاف من منازلهم.

كما أوضحت أن أسعار السلع الأساسية من الوقود إلى المواد الغذائية الأساسية والمياه المعبأة قد ارتفعت بنسبة 40-60% أو أكثر في بعض المناطق.

في حين أفاد برنامج الأغذية العالمي أن نحو ثلث السكان، البالغ عددهم أكثر من 46 مليون شخص، كانوا يعانون من الجوع قبل اندلاع الصراع، مشيرا إلى أن العنف يمكن أن يغرق ملايين الأشخاص في الجوع.

ومنذ تفجر الصراع بين أكبر قوتين عسكريتين بالبلاد في 15 أبريل، تحاول الأسر السودانية الخروج من البلاد، وقد شق البعض طريقهم سيرا على الأقدام مئات الكيلومترات تحت لهيب الشمس الحارقة عبر مناطق صحراوية، للوصول إلى حدود تشاد أو جنوب السودان، أو عبر باصات إلى مصر.

فيما حذرت الأمم المتحدة من أن 800 ألف قد يغادرون البلد في نهاية المطاف.