الحرةأشاد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السودان، فولكر بيرتس، الاثنين، بالجهود السعودية والأميركية، وقال إنها أثمرت عن اتفاق جدة لوقف الاقتتال في السودان.

لكن بيرتس أكد في كلمة له أمام مجلس الأمن الدولي بشأن تطورات الوضع في البلد الأفريقي، أنه "لم يمر يوم من دون قتال بين الجيش وبين قوات الدعم السريع منذ 15 أبريل الماضي.

وقال إن "نحو 900 شخص قتلوا بينهم أطفال بسبب الصراع، فضلا عن تسبب القتال في تشريد أكثر من مليون شخص"، كما حوصر الكثير من السودانيين في منازلهم و(باتوا) يفتقرون إلى إمدادات"، متهما طرفي النزاع بانتهاك القانون الإنساني الدولي.

وأضاف: "حاولنا لعب دور الوساطة بين الجيش وبين قوات الدعم السريع لكن دون جدوى"، مؤكدا أن "نقل البعثة الأممية إلى بورتسودان لا يعني التخلي عن الشعب السوداني".

وفي إطار وصفه لتبعات الصراع المسلح الدائر قال إن "المرافق الأساسية للمياه والكهرباء مدمرة والمستشفيات أغلقت، وتلقينا بلاغات عن نهب المنازل والبنوك فضلا عن حالات اختفاء قسري".

وحث بيرتس، الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، على ضمان حماية المدنيين، داعيا الطرفين إلى وقف القتال والانتقال للحوار.

وحذر المبعوث الأممي، من أن "هناك مخاطر جدية من اتساع نطاق الحرب في السودان، مشيرا إلى أن القتال أدى إلى اندلاع توترات قبلية وإثنية خاصة في دارفور.

وقال بيرتس إن "المدنيين حملوا السلاح في دارفور بسبب استمرار الصراع".

وأشاد بيرتس بالمجتمع المدني السوداني الذي وصفه بأنه "يؤدي دورا مهما واتخذ موقفا حياديا".

وكان الحليفان السابقان سيطرا على السلطة كاملة في انقلاب عام 2021 أطاحا خلاله بالمدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهم منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير في العام 2019. لكن الخلافات ما لبثت أن بدأت بينهما بشأن مسألة دمج هذه القوات في الجيش.

وتطالب الطواقم الإنسانية منذ أسابيع بتأمين ممرات آمنة لنقل الأدوية والوقود والمواد الغذائية، في محاولة لتوفير بعض الخدمات التي تشهد تدهورا منذ عقود.

والأحد، جدّد مسؤول الشؤون الإنسانيّة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث دعوته إلى "إيصال المساعدة الإنسانيّة في شكل آمن"، فيما يحتاج أكثر من 25 مليون من سكان السودان - أي أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 45 مليون نسمة تقريبًا - إلى مساعدات.

وفي حال استمرار الحرب، قد يلجأ مليون سوداني إضافي إلى الدول المجاورة، وفق الأمم المتحدة. وتخشى هذه الدول انتقال عدوى الاقتتال.