أنس الأغبش
ارتفاع عدد المرافق الصحية تحت سيطرتهم إلى 29 مركزاً
أكدت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، أن قوات الدعم السريع تواصل استهداف القطاع الصحي بكل مكوناته وكذلك المرضى والكوادر الصحية، حيث قامت عند التاسعة صباح اليوم الثلاثاء بالتمركز داخل مستشفى البان جديد التعليمي في شرق النيل، فيما استولت قوة أخرى على مستشفى أم درمان التعليمي عند الواحدة ظهراً والاعتداء على الكوادر الصحية وطرد المرضى، حيث خرج هذان المستشفيان من الخدمة، وذلك على الرغم من دخول الهدنة حيز التنفيذ.
يذكر أنه تم الاثنين الماضي، التمركز داخل مستشفى أحمد قاسم لطب وجراحة القلب والكلى. وبذلك ارتفع عدد المستشفيات التي تتمركز بداخلها المليشيا المتمردة إلى 29 مستشفى و 6 مؤسسات صحية حيوية أخرى والاستيلاء على 21 عربة إسعاف. كما استنكرت الوزارة هذا السلوك الذي يتنافى والقوانين الدولية والأعراف السودانية وذلك بالقتل الممنهج للمرضى.
وقررت الوزارة، إغلاق أبواب مستشفى البان جديد، بعد دخول عناصر مسلحة من قوات الدعم السريع للمستشفى، والتعدي على المرضى والمرافقين والكوادر الطبية، وترهيبهم بإطلاق النار داخل أروقة المستشفى، في خرقٍ واضحٍ ومخالفةٍ لكافة الأعراف والمبادئ الإنسانية والقوانين المحلية والدولية.
وأضافت، أن الوزارة آثرت إغلاق المستشفى حفاظاً على سلامة الكوادر الطبية والمتطوعين والعاملين المتواجدين بداخلها، وبذلك فقدنا آخر مستشفى مُتكامل يخدم المنطقة، حيث إن بقية المراكز الصحية الموجودة والعاملة حالياً غير مُهيأة بالصورة الملائمة لاستقبال الحالات الحرجة أو المصابين إصاباتٍ تستدعي التدخل الجراحي، مما يضعنا في موقفٍ كارثي بالنسبة للواقع الصحي في المنطقة.
وأكدت أن "البان جديد" هو المستشفى الوحيدة المتبقي كمشفى عمومي كبير يقدم الخدمات لمواطني الحاج يوسف وشرق النيل خصوصاً والمناطق المجاورة عموماً، وأن تشغيله تم بواسطة عددٍ من الكوادر الطبية المتطوعة، بالتعاون مع اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، وشباب وشابات غرفة طوارئ شرق النيل، والخيرين الداعمين من داخل البلاد وخارجها.
وأضافت في بيان مشترك مع "غرفة طوارئ شرق النيل"، أن المستشفى كان يعمل طوال الفترة الماضية ومنذ اندلاع الحرب على الرغم من التحديات والصعوبات الجمّة التي كانت تواجه سير العمل، في ظل شح المعينات الطبية وأدوية الطوارئ والتخدير، وفي ظل نقص الكوادر الطبية على اختلافها، وهو ما تسبب في ضغطٍ هائل على الكادر الطبي المتطوع الذي ظل يعمل طيلة تلك الفترة حتى نال منهم الإرهاق، وأجبروا على التوقف بسبب طول الأمد.
وأشارت الوزارة في بيان مشترك، إلى الحملات الإعلامية الشعواء التي تولى كِبرها أبواق الحرب، حيث لم يتوقفوا عن نسج الإشاعات المغرضة حول المستشفى، والاستهداف الواضح للكوادر الطبية والمتطوعين الذين يعملون به ويتواجدون فيه باستمرار، حتى بلغ بهم الأمر إلى إرسال التهديدات الشخصية لهم، مما كان له أثرٌ كبير أيضاً في فقدانهم وتوقف سير العمل تدريجياً.
وقال البيان موجها لمواطني شرق النيل: "نخاطبكم اليوم ونحن نعلم حجم المعاناة جراء الحرب العبثية التي طالتنا جميعاً، والتي أذاقتكم مراراتها اللانهائية من قتلٍ ونهبٍ وترهيبٍ واغتصاب، وكما تعلمون أن دورنا الرئيس في هذه الفترة العصيبة هو محاولة التخفيف عن شعبنا، من خلال تقديم الخدمات المختلفة بقدر المستطاع تطوعاً في سبيل الشعب والوطن، وكانت الخدمات الصحية همنا الأول لعلمنا بسلطةِ المرض وضيق الحال، ولعلمنا بحجم ما تخلفه المواجهات المسلحة من مآسٍ".
وأدانت الوزارة بشدة، هذه الاعتداءات، محذرة في الوقت نفسه من كارثةٍ صحية قد تحدث في حال تواصل الأمر واضطررنا لإغلاق المستشفى، حيث إن هذه الاعتداءات عملٌ إجرامي لا يمكن التسامح معه، معبرة عن أملها بأن تتوقف هذه الحرب العبثية عاجلاً، وأن تستقر الأوضاع الأمنية، لنستطيع أن نعود سريعاً ونواصل في تقديم الخدمات الطبية لكافة المواطنين المتضررين من ويلاتها.