الشرق الأوسط
مع تواصل الاحتجاجات في محافظة السويداء بجنوب سوريا لليوم العاشر على التوالي، وبعد إغلاق مقر فرع حزب البعث الحاكم في المدينة، قام محتجون في الساعات الماضية بإزالة صور للرئيس السوري عن عدد من المباني الحكومية. وما زالت الحكومة السورية تتجاهل هذه التحركات الشعبية، وهي تراهن، كما يبدو، على تعب المحتجين.
وأفيد اليوم بأن عدداً من المتظاهرين اقتحموا فرع اتحاد شبيبة الثورة التابع لحزب البعث، وأزالوا عن واجهته ومن داخله صور رئيس الجمهورية. كما قام محتجون بإغلاق مكتب أعضاء مجلس الشعب صباح الثلاثاء بزعم أن أعضاءه ليست لهم «فائدة»، وسط استمرار حالة العصيان المدني، والإغلاق الجزئي للمؤسسات الحكومية.
وحمّل محتجون النائب العام في السويداء المسؤولية عن إغلاق قصر العدل، وقالوا في مقطع فيديو بثه معارضون إنهم طلبوا منه مواصلة فتح قصر العدل لتسيير أمور المواطنين لكنه رفض بل منع الموظفين من الدخول من خلال وضع حراس على الباب الرئيسي كانوا يطلبون من الموظفين العودة من حيث أتوا بأمر منه.
وتجمهر مواطنون من محافظة السويداء في ساحة السير بالمدينة التي تعد المركز الرئيسي للاحتجاجات، ورددوا شعارات جديدة منها «نحنا من جبل بني معروف نحنا طلعنا وما في خوف» و«يا شام ويا حلب... الحرية صارت عالباب»، مع التأكيد على المطالب التي طرحت منذ اليوم الأول للاحتجاجات وهي إطلاق سراح المعتقلين و«رحيل» نظام الحكم وتطبيق القرار الأممي الرقم 2254 بشكل سلمي ودون إراقة دماء. وتوجه عدد من المحتجين إلى مكتب أعضاء مجلس الشعب المغلق ووجهوا من هناك رسالة لأصحاب المكتب لـ«البقاء في بيوتهم»، لأنهم لم يقدموا شيئا مفيداً، بحسب ما قال محتجون.
وذكرت مصادر محلية في السويداء لـ«الشرق الأوسط» أن الاحتجاجات تصبح أكثر تنظيماً، من حيث الأوقات والمدة، إذ أصبحت غالبية الاحتجاجات في البلدات والقرى تتم مساء، كما تحدد دوام المؤسسات الحكومية بساعتي دوام وعدد محدد من الموظفين لتسيير الأمور فقط. ولفتت المصادر إلى وجود قناعة في أوساط المحتجين بمراهنة السلطات على تعب المحتجين، لذا فهم «يتحضرون للاستمرار في نشاطهم إلى أجل غير مسمى حتى تتحقق أهدافهم».
في المقابل، واصلت الجهات الرسمية والسلطات في دمشق تجاهل الاحتجاجات في السويداء، واستمرت الحكومة في إصدار القرارات بغض النظر عما تحدثه من صدمات في الشارع. فقد رفعت الحكومة، مساء الأحد، أسعار المحروقات، للمرة الثانية خلال شهر أغسطس (آب)، بعدما رفعته أيضاً في 15 أغسطس، ما أثار غضباً واحتجاجات لا سيما في محافظتي السويداء ودرعا، جنوب البلاد.