مع استمرار إغلاق الكثير من الطرق في القرى التي ضربها زلزال المغرب فجر السبت الماضي، بسبب الانهيارات الأرضية، لم يجد العديد من القرويين المغاربة سبيلا لنقل المساعدات إلا عبر اللجوء إلى طرق بدائية.فقد استخدموا الحمير لنقل المؤن والإمدادات إلى السكان في المناطق النائية التي يصعب الوصول إليها بالعربات.في حين تفقد آخرون أنقاض منازلهم، متنقلين على تلك الحيوانات، وسط حالة من الحزن على فقدان ذويهم.الصخور انهارتففي قرية أكنديز النائية في الأطلس الكبير، راح إيدو حماد محمد (42 عاما) يفرز حزماً من إمدادات الإغاثة لإيصالها إلى قريته الواقعة على بعد 12 كيلومترا والتي لا يمكن الوصول إليها إلا عن طريق الحمير.وأكد شاكيا، أن أي مسؤول حكومي لم يصل إلى القرية بعد، وفق ما نقلت رويترز. وأضاف "مات كثيرون في قريتي، فبعض العائلات فقدت 15 من أقاربها والبعض الآخر 12 أو 7".كما أكد حاجة الناس إلى الخيام، قائلا: "ما لدينا ليس كافياً، فالناس بمن فيهم الأطفال ينامون في العراء وليس لديهم سوى أغطية".بدوره، وصف عبد الله حسين (40 عاما) حال بعض القرى. وقال الرجل الذي يتحدر من قرية زاويت في الأطلس الكبير،" لا يوجد طريق هنا.. ولا أحد يستطيع إزالة الصخور التي انهارت من الجبل".كما أضاف قائلا : "هذا هو اليوم السادس بعد الزلزال. وما زلنا ننام في العراء وليس لدينا أغطية".مرتان يومياًوبينما كان يضع إمدادات على الحمير أيضا، أوضح أنها لا تستطيع القيام بالرحلة إلى قريته إلا مرتين يوميا.وقام مواطنون عاديون بنقل وتسليم الكثير من الإمدادات التي تصل إلى القرى الجبلية، عبر الدواب

فقد جعلت التضاريس الوعرة والطرق المتضررة الاستجابة الحكومية غير مكتملة، حيث كانت بعض القرى الأكثر نكبة هي آخر من يتلقى المساعدة.

إذ يواجه عمال الإغاثة تحدياً للوصول إلى القرى الأكثر تضررا في منطقة جبال الأطلس، وهي سلسلة جبال وعرة غالباً ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، حيث انهار الكثير من المنازل فيها.

وقد صعبت الطرقات الترابية الضيقة في تلك المناطق وصول سيارات الإسعاف والإنقاذ، لاسيما بعد انهيار الصخور.

ويمتاز إقليم الحوز الذي شكل بؤرة الزلزال، بطابعه الجبلي، إذ تشكل الجبال تقريبا ثلاثة أرباع مساحته.

كما يضم ثاني أعلى جبل في أفريقيا وأعلى قمة في سلسلة جبال الأطلس، ألا وهو جبل توبقال

يذكر أن عدد ضحايا الزلزال بلغ 2946 قتيلا إضافة إلى 5674 جريحا إلى حد مساء أمس الأربعاء، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الداخلية، مشيرة إلى أن معظمهم دفنوا.

كما أكدت الوزارة أن السلطات "تواصل جهودها للتكفل بالمصابين، وإيواء المتضررين، وإيصال الإعانات الغذائية والصحية لهم"، فضلا عن "تأمين حركة السير بالطرق".

فيما أوضح مسؤول في وزارة التجهيز أن فرقا متخصصة تواصل العمل على فتح العديد من الطرقات والمسالك الثانوية وسط الجبال، لتأمين الوصول إلى القرى النائية الصغيرة.

لكن تلك العمليات لا تزال تواجه تحدي تكرار الانهيارات الصخرية بسبب الهزات الارتدادية!