إرم نيوز
لا تزال كارثة الفيضانات العاتية تلقي بظلال كبيرة على مدينة درنة الليبية، حيث غيّر الإعصار دانيال شكل ومعالم المدينة، وخلف أوجاعا كبيرة لدي أهالي الضحايا والمفقودين.
ويروي أهالي مدينة درنة بحرقة تفاصيل الكارثة بألم وحسرة كبيرين، فبالرغم من الأضرار المادية الكبيرة التي خلفتها، إلا أن أوجاعا أخرى تلاحقهم، تتعلق بمعرفة مصير أولئك المفقودين، وفيما إذا كانوا لا يزالون على قيد الحياة.
ففي الوقت الذي بدأ فيه الأهالي يدركون حجم الدمار الذي لحق مدينة درنة، يقف كثيرا منهم عاجزين عن الحديث، خصوصا عند استذكارهم أولئك المفقودين ومجهولي المصير من الجيران والأقارب.
ويؤكد سكان مدينة درنة، بأن عائلات كاملة، أصبحت في عداد المفقودين، ولا يعرف شيء عن مصيرهم منذ الفيضانات المدمرة، في حين إن آخرين قضوا جراء قلة الرعاية وعدم حصولهم على العلاج والغذاء المناسبين.
آخرون، يؤكدون فقدان العشرات عقب الفيضانات المدمرة، وسط تضارب في الرواية بشأن مصير هؤلاء، إذ يشير فريق إلى عدم إمكانية العثور عليهم بسبب إطباق المباني التي كانوا فيها عليهم، وفريق آخر يرجح العثور عليهم، لكن من الصعوبة التعرف عليهم جراء التغير في ملامحهم.
وأفاد بعض التقارير بأن فرق الإغاثة التي حضرت إلى المكان، قامت بوضع الجثث التي عثروا عليهم في أكياس ودفنوها في مقابر جماعية دون التعرف عليها.
ويقول أهالي درنة إن عشرات الجثث باتت "تحت الأبنية المدمرة، أو ربما تحت التربة التي حولت أحياء بكاملها الى مساحات فارغة، ففي بعض الأحياء، تنبعث رائحة كريهة يعتقد مسعفون وسكان إنها صادرة على الأرجح من تلك الجثث.
أحد سكان درنة يروي بوجع ويقول "فقدت 25 شخصا من عائلي، عمارتي انهارت وكل من فيها قضوا جراء الفيضانات، لكنه لفت إلى فقدان العشرات في عمارات أخرى يسكنها أقاربه.
وتساهم مجموعة شبان ليبيين متطوّعين في جهود البحث عن المفقودين في أحد الأحياء الأكثر تضررًا في درنة، مؤكدين بأن "هذه الحملة للبحث عن المفقودين وأولئك الذين تحت الأنقاض، بهدف عدم البقاء في الحيرة بشأن مصير المفقودين.
وضربت عاصفة قوية شرق ليبيا ليل العاشر من أيلول/سبتمبر مصحوبة بأمطار غزيرة تسبّبت بانهيار سدّين في أعلى درنة، ما أدى إلى تدفق مياه أشبه بتسونامي في مجرى نهر جاف إجمالا اجتاحت مناطق واسعة، جارفة في طريقها أبنية وجسورا وموقعة 3351 قتيلا على الأقل.