العربية.نت

منذ بدء العملية الإسرائيلية في غزة والإعلان عن غزو بري محتمل، أعلنت تل أبيب أن هدفها الرئيس هو "سحق وتدمير" حماس، لكن ما سيحدث بعد ذلك يظل غامضاً وغير واضح، ما يطرح تساؤلات عن مستقبل الصراع.

فقد كشفت مصادر في الولايات المتحدة أن البيت الأبيض أيضاً يخشى ألا يكون لدى إسرائيل خطة نهائية بعد الغزو.

فيما كيفية وتوقيت انتهاء الصراع سيعتمد على عدد من المتغيرات، ليس أقلها ما تجده القوات الإسرائيلية عند دخولها القطاع، وهو ما يطرح ستة سيناريوهات محتملة لما بعد الغزو، وفق صحيفة "تليغراف" البريطانية.

تدمير حماس

ونبدأ من السيناريو الأول الذي يهدف إلى قيام القوات الإسرائيلية بتوغل محدود زمنياً، يُقتل فيه جميع أعضاء حماس تقريباً، يليه انسحاب القوات الإسرائيلية بسرعة نسبياً.

والانتصار على حماس عسكرياً يعني قتل أو أسر كل ما يتراوح بين 30 ألفاً و40 ألفاً من أعضاء الحركة وتدمير بنيتها التحتية العسكرية، مثل مواقع إطلاق الصواريخ.

كما سيتطلب الأمر أيضاً القضاء على وحدة كوماندوز النخبة، وقتل أو أسر القيادة السياسية للحركة بالكامل، رغم أن الزعيم السياسي لحماس يقيم في الخارج.

تقسيم غزة

أما السيناريو الثاني، فهو تقسيم قطاع غزة إلى نصفين تقريباً بين شمال محتل وجنوب فلسطيني.

وقد تختار إسرائيل تمديد احتلالها العسكري المستمر منذ عقود من الضفة الغربية إلى غزة، وهي مهمة ضخمة ستتطلب بقاء أعداد كبيرة من القوات في القطاع في المستقبل المنظور.

في حين قد يستمر مثل هذا الاحتلال لسنوات أو ربما لعقود، وليس لأشهر.

الاحتلال الكامل

في موازاة ذلك، قد يكون الاحتلال الكامل للقطاع أحد السيناريوهات المحتملة، مع فرض قيود عسكرية على الحركة واحتمال إعادة إقامة المستوطنات اليهودية.

فقد أمرت إسرائيل حوالي نصف سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة بالفرار من الشمال إلى الجنوب، وقد يؤدي ذلك إلى نزوحهم داخلياً إلى منطقة تشترك في نقطة تفتيش حدودية مع مصر، مثل معبر رفح الذي سيتمكنون من الفرار عبره إذا فتحته السلطات المصرية.

فشل الهجوم

أما السيناريو الأكثر رعباً لإسرائيل فهو فشل هجومها البري، إذ تعثر الهجوم مع ارتفاع عدد القتلى العسكريين والمدنيين مما أدى إلى رد فعل عنيف داخل إسرائيل وخارجها. وهذا قد يعني إجبار تل أبيب على تبادل الأسرى.

وإذا تعثر الهجوم وبدأت أعداد كبيرة من القوات الإسرائيلية في العودة إلى عائلاتهم في أكياس الجثث، فقد يضطر نتنياهو إلى الخضوع للضغوط للحد من نطاق الهجوم البري، أو إلغائه، ثم الالتزام الكامل بمفاوضات الرهائن.

حرب إقليمية

السيناريو الخامس يشير مباشرة إلى المخاوف التي عبرت عنها واشنطن مؤخراً، إذ قد ينجر حلفاء إيران مثل حزب الله وسوريا إلى صراع إقليمي أوسع مع إسرائيل.

فقد هددت إيران وحزب الله بالانضمام إلى الحرب إذا حدث غزو بري، ما سيخلق خطر ما يسميه الإسرائيليون بالحرب "متعددة الجبهات"، وهو الحدث الذي ظلوا يحذرون منه لسنوات.

صراع عالمي

في حين السيناريو الأخير والأكثر رعباً وتطرفاً هو اندلاع حرب عالمية، ففي حال دخلت إيران الحرب، سيجبر ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على الدفاع عن إسرائيل عسكرياً ومهاجمة خصومها في الخارج.

وإذا انضم حزب الله وإيران إلى الحرب، فستواجه الولايات المتحدة ضغوطاً هائلة لشن ضربات مباشرة على كلا الكيانين.

وهذا بدوره يخلق خطر نشوب حرب مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران. ومن المرجح أن يتم تدمير البرنامج النووي الإيراني بهجمات إسرائيلية وأميركية مشتركة، وهو ما من شأنه أن يكسر أقوى أدواتها في ممارسة الضغوط على الغرب.

في المقابل قد تختار روسيا، الحليف الرئيسي لإيران، المشاركة أيضاً. وفي الأشهر الأخيرة، أصبحت إيران مورداً رئيسياً للطائرات بدون طيار والصواريخ لموسكو كجزء من تحالف عسكري متنام.

وعند تلك النقطة، تصبح كل الرهانات متوقفة، ولا يمكن استبعاد خطر نشوب صراع عالمي، رغم أن هذا السيناريو يظل السيناريو الأكثر رعباً ومستبعداً في آن.