العربية.نت
مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 3 أسابيع، ردا على هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر، تصاعدت هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية بل وصلت الأمور إلى تهديد بـ"مذبحة".
مستوطنون متطرفون
فبينما قضى ما لا يقل عن 115 فلسطينياً بينهم 33 طفلاً خلال الأسابيع الماضية، وأصيب أكثر من 2000 آخرين، كما هُجّر ما يقرب من 1000 آخرين قسراً من منازلهم بسبب العنف الممارس من قبل القوات الإسرائيلية والمستوطنين، وفقاً للأمم المتحدة، أفاد مراسل "العربية/الحدث" الثلاثاء، بأن إسرائيل واصلت عمليات الاقتحام و التوغلات داخل المدن الفلسطينية.
وأكد أن مدناً مثل نابلس وطولكرم وجنين شهدت اقتحامات واعتقالات ترافقت مع اشتباكات مسلحة في بعض الأماكن.
إلا أن تصرفات المستوطنين المتطرفين في المناطق الفلسطينية لم تمر مرور الكرام، بل أثارت احتجاجات داخل إسرائيل وخارجها، حيث حذّرت منظمات حقوقية من أن عنف هؤلاء ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وصل إلى "مستويات قياسية" بعد السابع من أكتوبر".
كما أشارت منظمات حقوقية عدة إلى أن حركة الاستيطان المتطرفة باتت تسعى إلى زيادة ترسيخ وجودها في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية حتى وصلت الأمور إلى تهديد مستوطنين مسلحين تجولوا في مجتمع وادي السيق البدوي الصغير بشكل يومي تقريباً بعد 7 أكتوبر، الفلسطينيين بمذبحة في حال رفضوا المغادرة، وفقا لأحد سكان المنطقة.
بدورها، أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن أكثر من 110 فلسطينيين قتلوا في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر معظمهم خلال مداهمات شنتها القوات الإسرائيلية أو هجمات نفذها المستوطنون.
وقد أدت هجمات المستوطنين هذه إلى تفاقم التوتر في الضفة الغربية، خصوصاً أن ضحايا عنفهم هم في الغالب من المدنيين.
تهديد بـ"مذبحة"..من هم هؤلاء؟
كان الوضع في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 متوترا بالأساس قبل اندلاع الحرب على غزة، مع تنفيذ القوات الإسرائيلية عمليات توغل متواصلة وتصاعد هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين، وفقا لوكالة "فرانس برس".
ويعيش في الضفة الغربية المحتلة نحو 490 ألف إسرائيلي في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي، ولطالما كانوا يتعاملون مع الفلسطينيين أسوأ معاملة.
إلا أنه بعد السابع من أكتوبر، ازداد الوضع سوءاً، حيث بدأ المستوطنون باستغلال الحرب لإنهاء وجود غير اليهود في المنطقة "ج"، في إشارة إلى الأراضي المصنفة "ج" أو "سي" وفق اتفاقية أوسلو الموقعة في 1993 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، إذ تشكل تلك الأراضي 61% من أراضي الضفة الغربية، بحسب الناشط الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان غاي هيرشفيلد، لـ"فرانس برس".
كما لفتت الأمم المتحدة إلى تسجيل نحو 8 حوادث عنف ضد الفلسطينيين يومياً، من بينها الترهيب والسرقة والاعتداء، مؤكدة نزوح 7607 أشخاص أكثر من نصفهم من الأطفال في الضفة الغربية منذ بدء الحرب، وذلك بعدما اضطر نحو 1100 شخص إلى مغادرة أراضيهم خلال العام ونصف العام الماضيين.
هل الضفة الغربية على مشارف انتفاضة فلسطينية ثالثة؟
كذلك رصدت منازل منهوبة وخزائن ملابس فارغة وأسرة أطفال محطمة وستائر ممزقة وأوراقا وأحذية وألعابا متناثرة على الأرض، مع وجود سيارات مدنية في الخربة وحولها، وقد رفع العلم الإسرائيلي على عدد منها.
وقد استخدم المستوطنون أساليب الترهيب والعنف التي أثبتت فاعليتها عبر الزمن لإجبار الفلسطينيين على ترك منازلهم، خصوصا في الأسابيع الأخيرة، حيث أصبحت الاعتداءات أكثر كثافة وتكرارا، وفقا لمنظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الإنسان.
كما أشار المتحدث باسم بتسيلم، درور سادوت، إلى أن حجم الهجمات وشدتها اتسع في الوقت الحالي لأنه مع نظر المجتمع الدولي إلى غزة، يشعر العديد من المستوطنين وكأنهم يستطيعون التصرف والإفلات من العقاب حتى وصلت الأمور إلى تهديد مستوطنين مسلحين تجولوا في مجتمع وادي السيق البدوي الصغير بشكل يومي تقريباً بعد 7 أكتوبر، الفلسطينيين بمذبحة إذا رفضوا المغادرة، وفقا لأحد سكان المنطقة.
وأكد على أن المستوطنين باتوا يكثفون جهودهم لطرد الفلسطينيين من أراضيهم منذ بداية الحرب.
"سكب الزيت على النار"
يحظى المستوطنون بدعم قوي من الائتلاف الحكومي اليميني المتشدد الذي يتزعمه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في حين لا يتمتعون بدعم شعبي مماثل.
وتقول رئيسة تحالف حماية الضفة الغربية، أليغرا باتشيكو، إن الجيش الإسرائيلي الذي ينتشر بأعداد كبيرة في الضفة الغربية لا يتدخل لمنع عنف المستوطنين.
في حين أثار عنفهم إدانات دولية، حيث قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن مهاجمة المستوطنين المتطرفين للفلسطينيين في الضفة الغربية بمثابة سكب الزيت على النار، مشددا على أنهم يهاجمون الفلسطينيين في الأماكن التي من حقهم التواجد فيها.
وذكرت الخارجية الأميركية، الأحد، أن واشنطن أوضحت للحكومة الإسرائيلية أن هجمات المستوطنين في الضفة الغربية غير مقبولة.
كذلك أكدت الخارجية الألمانية أنه يتعين على إسرائيل ضمان سلامة الفلسطينيين في الضفة الغربية من عنف المستوطنين المتطرفين.
أما وزارة الخارجية الفرنسية، فشددت على أن هناك حاجة لوقف عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة والذي تسبب في مقتل وتشريد العديد من المدنيين الفلسطينيين في الأيام القليلة الماضية.
يشار إلى أن ما زاد الأمر سوءا هو وعد وزير الأمن القومي اليميني، إيتمار بن غفير، بتسليم 10 آلاف قطعة سلاح مجانية للمستوطنين في الضفة الغربية، في حين قام بتخفيف شروط رخص اقتناء الأسلحة حتى يتمكن 400 ألف شخص من الحصول عليها.
وقد نشر بن غفير مقطع فيديو على الإنترنت قبل أيام، يظهر فيه وهو يسلم بنادق آلية من طراز أم-16 أو أم-4.