شهدت مدينتا "الفاشر والجنينية" بإقليم دارفور في السودان اليوم الأربعاء، حركة نزوح واسعة، حيث غادرت عشرات الأسر منازلها متوجهة لأماكن آمنة، تحسبًا لاندلاع مواجهات جديدة بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال شهود عيان من مدينة "الفاشر" عاصمة ولاية شمال دارفور، لـ"إرم نيوز" إن "حركة نزوح واسعة بدأت اليوم الأربعاء، حيث غادر سكان الأحياء الشمالية نحو جنوب المدينة، وذلك في أعقاب تبادل قصف مدفعي بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأكد الشهود مقتل شخصين على الأقل إثر سقوط قذيفة من طيران يتبع للجيش السوداني، على أحد المنازل بحي "الوحدة شرق"، مما أدى إلى تدمير المنزل بالكامل.

هناك معلومات وصلتنا تشير إلى إمكانية تجدد الاشتباكات بمدينة الفاشر، لذلك أناشد المواطنين بالابتعاد عن المناطق العسكرية

حاكم ولاية شمال دارفور نمر عبدالرحمن


وقال محمد زكريا، أحد سكان مدينة الفاشر، لـ"إرم نيوز" إنه "غادر منزله في شمال المدينة ووصل لاحقًا برفقة عشرات الأسر إلى الأحياء الجنوبية هائمين على وجوهنا ليس لدينا وجهة محددة نقصدها، لكننا نبحث عن الأمان فقط".

وناشد زكريا بالضغط على الأطراف المتحاربة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار، من خلال استغلال المفاوضات الجارية في مدينة جدة السعودية، لتجنيب المدنيين مزيدًا من المعاناة.

وسادت حالة من الذعر والخوف لدى سكان مدينة "الفاشر" عقب انتشار تسجيل صوتي لحاكم ولاية شمال دارفور، نمر عبدالرحمن، يحذر فيه من قرب اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، ويناشد المواطنين بضرورة مغادرة المساكن القريبة من المناطق المرشحة للقتال.

وقال حاكم شمال دارفور في تسجيل صوتي: "للأسف هناك معلومات وصلتنا تشير إلى إمكانية تجدد الاشتباكات بمدينة الفاشر، لذلك أناشد المواطنين بالابتعاد عن المناطق العسكرية".

كما ناشد نمر عبدالرحمن، طرفي الصراع بضرورة منح المواطنين فرصة لمغادرة أماكن الاشتباكات المحتملة داخل مدينة الفاشر، مؤكدًا بأن "مدينة الفاشر تكتظ بالمدنيين من مدن دارفور المختلفة".

الجنينة تعود للواجهة

وفي مدينة "الجنينة" عاصمة ولاية غرب دارفور، فرّت عشرات الأسر إلى الأرضي التشادية، بعدما بدأت ملامح الحرب تلوح في الأفق.

وقال شهود عيان لـ"إرم نيوز" إن حركة النزوح بدأت منذ مساء أمس الثلاثاء، في الأحياء القريبة من مقر قيادة الجيش إلى مناطق أكثر بعدًا، فيما هرب آخرون خصوصًا من قبيلة "المساليت" إلى مدينة "أدري" التشادية القريبة من الحدود السودانية.

وأكد الشهود أن حالة من الهلع تسود المدينة عقب تداول أنباء تفيد بوصول قائد قوات الدعم السريع، الفريق عبدالرحيم حمدان دقلو، إلى "الجنينة" بهدف السيطرة على قيادة الجيش في الفرقة 15 أسوة بما جرى في "نيالا وزالنجي".

وتحتفظ "الجنينة" بذكرى سيئة من مآسي الحرب حيث كانت المدينة قد شهدت قتالا مميتا استمر نحو شهرين بين الجيش وقوات الدعم السريع، قبل أن ينزلق لاحقًا إلى صراع عرقي بين "العرب" وقبيلة "المساليت"، انتهى بمقتل حاكم ولاية غرب درافور، خميس أبكر.