سكاي نيوز عربية اعتبر خبراء ومحللون استراتيجيون في مكافحة الإرهاب، ما أعلنته إسرائيل عن "المحاكم الاستثنائية" للمعتقلين من حركة حماس شبيه بقرار الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، حين أنشأ محاكم استثنائية لـ"المقاتلين الأعداء"، وانتهى بهم الأمر في معتقل "غوانتانامو".وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أنها تدرس إنشاء محاكم خاصة لمحاكمة الأعضاء المعتقلين من حركة حماس المشاركين في أحداث "7 أكتوبر"، لتكون محاكم خاصة أسرع من العادية، وبموجب "قانون النازيين" في إسرائيل، ويقضي بعقوبات الإعدام والسجن المؤبد وغيرها من العقوبات المقيدة للحرية.وأوضح الخبراء أن تنفيذ إسرائيل لمثل هذه المخططات من شأنه إيجاد غوانتانامو جديد في المنطقة لسجن أعدائها.انتهاك للقانون الدوليوحلل الخبير الدولي في مكافحة الإرهاب اللواء محمد سلامة الجوهري، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، ما أعلنته إسرائيل قائلاً:- عمليات حماس والفصائل الفلسطينية كانت "مقاومة" داخل أراض محتلة، ولا تسري عليها "قوانين الإرهاب" أو أية قوانين استثنائية.- المحاكمات الاستثنائية التي تتوعد بها إسرائيل المنتمين لحركة حماس أشبه بـ"المحاكم الاستثنائية" لمحاكمة المنتمين لتنظيم القاعدة.- المحاكم الاستثنائية الاسرائيلية غير قانونية، وتخالف كل المواثيق والقواعد القانونية الدولية.- ما يزال الجيش الإسرائيلي ينتقم من الفلسطينيين المدنيين في تدمير البنية التحتية، وقتل وإصابة الآلاف من أرواح الأبرياء.- الدعم الأميركي والغربي لإسرائيل هو الذي يشجعها على ارتكاب هذه المخالفات والانتهاكات.وكان مكتب الأمم المتحدة للشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وإسرائيل، حذر من ورود إفادات له، تؤكد تزايد سوء معاملة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، فضلاً عن "المعاملة اللاإنسانية" لهم.يقول اللواء محمود منصور، رئيس الجمعية العربية للدراسات الاستراتيجية، إن إسرائيل تسير على النهج الأميركي في التعامل مع الجماعات الإرهابية، حيث سبق أن اتبع جورج بوش الأبن هذه السياسة، لكن الفارق أن «بوش» كان يتعامل مع تنظيمات إرهابية، في حين أن إسرائيل دولة محتلة تتعامل مع "حركات مقاومة".وجاءت أبرز تصريحات رئيس الجمعية العربية للدراسات الاستراتيجية، في حديث لـ"سكاي نيوز عربية"، كالآتي:- أثبتت الأحداث الأخيرة في غزة أن الإسرائيليين يفقدون العقل والأعصاب والسيطرة ويتعاملون بـ«قوة غاشمة» مع تطورات الأحداث.- تسعى كل المؤسسات الإسرائيلية لإزالة تهمة التقصير عنها في أحداث ٧ أكتوبر، والمبالغة في رد الفعل لتهدئة الرأي العام الإسرائيلي.- تطورات الأوضاع الميدانية ستحول دون إتمام تلك الخطوة على أرض الواقع، لكن حال إتمامها ستكون مخالفة كبيرة للقانون الدولي.- الانتهاكات الإسرائيلية المتتالية تؤكد عدم مراعاة إسرائيل للعلاقات الإنسانية بين الشعوب، وقواعد القانون الدولي.- إسرائيل كعاداتها لا تستمع للرأي العام الدولي في ظل الدعم الأمريكي غير المحدود لها.- التصعيد الإسرائيلي المتتالي سيتبعه إما تصعيد من الفصائل المقاومة أو هدنة سريعة.رفض إسرائيلي للخضوع للمحاكماتولفت رئيس الجمعية العربية للدراسات الاستراتيجية إلى مفارقة تتمثل في أن إسرائيل تسعى لمحاكمة معتقلي حماس، بينما ترفض مثول قادتها العسكريين والسياسيين أمام المحكمة الجنائية الدولية وغيرها من الجهات الدولية، فضلاً عن عدم مراعاة قرارات الشرعية الدولية مثل الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي.