قالت الولايات المتحدة يوم الأربعاء إنه يتعين على الفلسطينيين أن يحكموا قطاع غزة بمجرد أن تنهي إسرائيل حربها على حركة (حماس)، في معارضة للفكرة التي طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ستكون مسؤولة عن الأمن إلى أجل غير مسمى.

وتقول إسرائيل إن مسلحين من حماس اقتحموا الحدود من غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول وقتلوا 1400 شخص. والآن وبعد مرور شهر، بدأت واشنطن تبحث مع القادة الإسرائيليين والعرب مستقبل قطاع غزة دون حكم حماس.

ولم تظهر خطة بعد، لكن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أدلى أمس الأربعاء بالتعليقات الأكثر شمولا عن الأمر حتى الآن، إذ حدد الخطوط الحمراء لدى واشنطن وتوقعاتها بشأن القطاع الساحلي المحاصر.

وقال بلينكن في مؤتمر صحفي في طوكيو "لا إعادة احتلال لغزة بعد انتهاء الصراع. لا محاولة للتضييق على غزة أو حصارها. لا تقليص لأراضي غزة".

وأضاف بلينكن أنه قد تكون هناك حاجة إلى "فترة انتقالية ما" في نهاية الصراع، لكن الحكم بعد انتهاء الأزمة في غزة يجب أن يشمل أصواتا فلسطينية.

وأردف قائلا "يجب أن يشمل حكما بقيادة فلسطينية واتحادا لغزة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية".

وقال نتنياهو يوم الاثنين لقناة إيه.بي.سي نيوز إن إسرائيل ستتولى مسؤولية الأمن في غزة "إلى أجل غير مسمى". وبدت تصريحاته متعارضة مع أخرى لمسؤولين أمريكيين قالوا إن إسرائيل لا تريد إدارة قطاع غزة بعد حماس.

وتابع قائلا "أعتقد أن إسرائيل ستتولى لفترة غير محددة المسؤولية الأمنية الشاملة (في غزة) لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نتحمل تلك المسؤولية الأمنية".

وحاول مسؤولون إسرائيليون منذ ذلك الحين توضيح أنهم لا يعتزمون احتلال غزة بعد الحرب، لكنهم لم يوضحوا بعد كيف يمكنهم ضمان الأمن دون الحفاظ على وجود عسكري. وسحبت إسرائيل قواتها من غزة عام 2005. وتحكم حماس القطاع منذ عام 2007.

لن نذهب إلى غزة على متن دبابة للجيش الإسرائيلي

يقول كبار المسؤولين الفلسطينيين، بمن فيهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إن عودة هذه السلطة إلى غزة يجب أن تكون مصحوبة بحل سياسي ينهي احتلال إسرائيل للأراضي التي استولت عليها في حرب عام 1967.

وقال رئيس الوزراء محمد اشتية لشبكة بي.بي.إس هذا الأسبوع "لن نذهب إلى غزة على متن دبابة للجيش الإسرائيلي... سنذهب إلى غزة كجزء من حل يتعامل مع قضية فلسطين، ويتعامل مع الاحتلال".

وسيطرت حماس على غزة بعد حرب أهلية قصيرة عام 2007 مع حركة فتح التي يتزعمها عباس. وأخفقت محادثات المصالحة التي استمرت سنوات بين الخصمين في التوصل إلى انفراجة فيما يتعلق باستئناف إدارة السلطة الفلسطينية لغزة. ولا تزال السلطة الفلسطينية تدفع تكاليف الكهرباء والمياه وبعض رواتب موظفي الخدمة المدنية في القطاع.

وقال مسؤولو الصحة الفلسطينيون في غزة إن أكثر من 10 آلاف فلسطيني، 40 بالمئة منهم من الأطفال، قتلوا جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، الذي يقطنه 2.3 مليون نسمة، منذ السابع من أكتوبر .

ودعت الدول العربية، التي تقدم مساعدات مالية للسلطة الفلسطينية، إلى وقف فوري لإطلاق النار لكنها أبدت ترددا في مناقشة الوضع في غزة ما بعد الحرب. ويقولون إن التركيز يجب أن يظل على وقف الأعمال القتالية.

لكن بلينكن قال إن الحديث عن المستقبل يجب أن يجري الآن وذلك "لأن تحديد الأهداف طويلة المدى والمسار لتحقيقها سيساعد في تشكيل نهجنا لمعالجة الاحتياجات العاجلة".

ومنذ اندلاع الصراع، أكدت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن من جديد دعمها لحل يقوم على وجود دولتين إسرائيلية وفلسطينية تعيشان جنبا إلى جنب، لكنها لم ترسم بعد طريقا لإحياء محادثات السلام المتوقفة منذ فترة طويلة والتي انهارت الجولة الأخيرة منها في عام 2014.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش اليوم الأربعاء إن "أفضل سيناريو" هو أن تتولى سلطة فلسطينية "يعاد إحياؤها" السيطرة السياسية على غزة.

وذكر جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض أن واشنطن وشركاءها لا يزالون يناقشون الشكل الذي قد يبدو عليه هيكل الحكم في غزة.

وقال "نعتقد أن الفلسطينيين يجب أن يكونوا مسؤولين عن مستقبلهم ويجب أن يمثلوا الصوت والعامل الحاسمين في مستقبلهم".