منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة بعد السابع من أكتوبر الماضي، طالبت القوات الإسرائيلية سكان القطاع بالاتجاه جنوباً لتجنب القصف المستمر في الشمال.

وتصدرت مشاهد النزوح القاسية مواقع التواصل الاجتماعي، فقد مشى الغزيون بأطفالهم مسافات طويلة وشاقة عبر شارع صلاح الدين (الممر الآمن) وهم يحملون ما يستطيعون من أمتعتهم الشخصية، أمام دبابات الجيش الإسرائيلي إما مشياً على الأقدام أو على عربات الحمير والخيول أو حتى على أسرة المرضى.

فقد وثق مقطع فيديو، أطفال ينزحون على ظهر سرير مستشفى وهم يبكون .

فيما وصف الرجل الذي يدفعهم "الممر" المؤدي إلى الجنوب بأنه "وعر للغاية"، مضيفاً "دمار دمار.. لم يتبقَ حياة حتى للطير".

وفي الفيديو نفسه، تظهر سيدات يجلسن على عربة يجرها حمار، كما يظهر رجل آخر يدفع سيدة مريضة تجلس على كرسي متحرك.

يشار إلى أن شارع صلاح الدين الرئيسي يمتد على طول قطاع غزة ويمتد لأكثر من 14 كم، حيث طلب الجيش الإسرائيلي من المدنيين استخدامه كطريق للإخلاء، من أعلى قطاع غزة إلى وادي غزة، وهو الوادي الذي يتمركز فيه الجيش الإسرائيلي لشطر شمال قطاع غزة عن جنوبه.

ويعتبر هذا الشارع الذي شهد حركة نزوح كبيرة أحد طريقين يربطان جميع مدن قطاع غزة، فهو يمتد من معبر رفح على الحدود مع مصر وصولا إلى معبر بيت حانون (إيرز) أقصى الشمال الفاصل بين قطاع غزة وإسرائيل.

وتسببت الحرب بين حركة حماس وإسرائيل في نزوح أكثر من 260 ألف شخص داخل قطاع غزة، منذ السبت، بينما يتواصل القصف الإسرائيلي الكثيف جواً وبراً وبحراً على القطاع، حسبما أعلنت الأمم المتحدة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تحديث لبياناته، الثلاثاء: "يُعتقد أن أكثر من 263 ألفاً و934 شخصاً في غزة فروا من منازلهم»، مضيفاً أن "هذا العدد مرشح للارتفاع".