العربية.نت، وكالات

يوم جديد يشهده قطاع غزة، الأحد، في ظل هدنة مؤقتة وتبادل للأسرى والمحتجزين، وصدمة للسكان الذين لم ينزحوا وحاولوا العودة لتفقد منازلهم أو لجلب بعض احتياجاتهم.

ومع دخول يومها الثالث، شهدت الهدنة خرقا من الجانب الإسرائيلي، حيث أفادت مراسلة العربية/الحدث بمقتل مزارع فلسطيني وإصابة آخر في قصف إسرائيلي لمخيم للاجئين وسط غزة.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن مزارعا قتل، وأصيب آخر برصاص القوات الإسرائيلية بوسط قطاع غزة في ثاني خرق اليوم الأحد للهدنة المعلنة.

وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان صحافي، بأن القوات الإسرائيلية استهدفت مزارعَين أثناء عملهما بأرضهما شرق مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى، ما أدى إلى مقتل أحدهما وإصابة الآخر.

وأضافت أن سبعة مواطنين أصيبوا في وقت سابق اليوم الأحد برصاص القوات الإسرائيلية في محيط مستشفى القدس في تل الهوا غرب مدينة غزة، وبمحيط المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في اليوم الثالث للهدنة الإنسانية المؤقتة.

ويأتي هذان الحادثان خرقا لاتفاق الهدنة المعلنة لمدة أربعة أيام.

وقبل ذلك، بدت الهدنة صامدة، إذ أوقف الجيش الإسرائيلي قصفه على غزة وعملياته العسكرية داخل القطاع تماما. كما أوقفت حماس إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل.

فمشاهد الصدمة عند العودة إلى المناطق التي نزح منها الفلسطينيون في قطاع غزة تتكرر مع كثيرين، خصوصا أولئك الذين دُمرت منازلهم وممتلكاتهم وأحياؤهم السكنية، لكنهم يصرون على الوصول إليها علهم يشعرون بقليل من الراحة بجانب البيوت حتى لو كانت مدمرة، قياسا بحجم المعاناة التي تجرعوها خلال فترة النزوح.

وكان الناطق باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا"، كاظم أبو خلف، كشف عن الوضع الإنساني والصحي الراهن في القطاع، بعد إقرار الهدنة بين إسرائيل وحماس، والتي دخلت حيز التنفيذ منذ صباح الجمعة، مشيراً إلى الحاجة لإدخال قرابة 700 شاحنة يومياً لتلبية احتياجات سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2.5 مليون مواطن.

بحسب ما نقلت عنه وسائل الإعلام، وقال إن "الوضع الإنساني صعب للغاية في قطاع غزة، والهدنة الإنسانية الحالية "كشفت لنا حجم المأساة"، موضحاً أن فرق الـ"أنروا" تمكنت من الوصول إلى مناطق شمال قطاع غزة لتوزيع المساعدات الإنسانية، بعدما حالت الاشتباكات الدامية التي استمرت 48 يوماً دون تواجد فرق الوكالة، حيث أجبروا على النزوح إلى الجنوب.

وأضاف بالقول: "رأينا بأعيننا حجم الدمار الذي كنا نسمع عنه، والحقيقة أن الأوضاع صعبة للغاية".

وترفض إسرائيل السماح للنازحين في جنوب قطاع غزة بالعودة إلى الشمال، وتؤكد عبر منشورات وتصريحات أن "الحرب لم تنتهِ" وتشدّد على أن الشمال منطقة عمليات عسكرية.

وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على كثير من الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى الشمال، الجمعة والسبت، ما تسبّب بمقتل شخص وإصابة العشرات، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".

وحصلت حركة نزوح جديدة السبت، في ظل وقف النار السائد منذ الجمعة، من شمال قطاع غزة إلى الجنوب.

وكانت حماس قد شنت هجوماً مباغتا على إسرائيل في 7 أكتوبر، واقتادت قرابة 240 أسيرا من مناطق محاذية لقطاع غزة. وتسبب هجوم حماس في إسرائيل بمقتل 1200 شخص غالبيّتهم مدنيّون، وفق السلطات الإسرائيلية.

وتحمل الهدنة بعض الهدوء لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2.4 مليون نسمة، والذين نزح منهم 1.7 مليون عن منازلهم، بعد قصف إسرائيلي عنيف أدى إلى مقتل 14,854 شخصا بينهم 6150 طفلا.

وتنفذ إسرائيل عمليات عسكرية برية واسعة داخل غزة منذ 27 أكتوبر.

ووصلت دفعة رهائن ثانية أفرجت عنهم حركة حماس إلى إسرائيل التي أطلقت بدورها سراح مجموعة ثانية من المعتقلين الفلسطينيين، السبت، في اليوم الثاني من الهدنة بعد سبعة أسابيع من حرب مدمرة.

ووفق السلطات المصرية والإسرائيلية، أطلق سراح 13 رهينة إسرائيلية في إطار اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس. كما أفرجت حماس عن أربعة رهائن تايلانديين. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الأشخاص الـ 17 المفرج عنهم "خضعوا لتقييم طبي أولي". وأضاف أن أحدهم نُقل إلى المستشفى، بينما بات الآخرون في طريقهم لملاقاة عائلاتهم.

وينص الاتفاق، الذي تم بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن 50 رهينة في مقابل 150 سجينا فلسطينيا. كما ينص على وقف الأعمال العسكرية كافة ودخول مساعدات إلى غزة.