سكاي نيوز عربية
عنصر جديد قد يتردد في مفاوضات تبادل الأسرى القادمة بين إسرائيل وحركة حماس، مقابل تمديد الهدنة أو وقف إطلاق النار، وهو جثامين القتلى الإسرائيليين والفلسطينيين المحتجزة لدى الجانبين.
أحدث هذه الجثامين المعلن عن احتجازها تعود لثلاثة جنود إسرائيليين قتلتهم حركة حماس خلال هجومها على المستوطنات الإسرائيلية قرب قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، وأدخلتها إلى القطاع، وفق ما كشف عنه الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء.
وفي ذات اليوم، قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن الجنود الثلاثة القتلى هم: الرقيب تومر يعقوب أخيماس (20 عاما)، الرقيب كيريل برودسكي (19 عاما)،، وشكد دهان (19 عاما).
وحتى الآن، وبعد مرور الهدنة الإنسانية التي بدأت الجمعة الماضية، اقتصر تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس على النساء والأطفال ومن لم يؤدوا الخدمة العسكرية، ولم تشمل الصفقة الجثامين أو مقاتلين من أي جانب.
ويرجح محللان سياسيان علقا لموقع "سكاي نيوز عربية" على هذا الأمر، أن حماس تعمدت نقل الجنود القتلى لغزة ليتم مبادلتهم بجثامين الفلسطينيين لدى إسرائيل، والمقدر عددهم بـ 370 جثمانا، وفق إحصاءات فلسطينية.
مقابر الأرقام
وتقول "الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الفلسطينيين" إن إسرائيل تحتجز حوالي 117 جثمان داخل ثلاجات الموتى، وحوالي 250 أخرين دفنوا في مقابر الأرقام، وهي مدافن أعدتها إسرائيل خصيصا لدفن الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي.
وسميت هذه المقابر بمقابر الأرقام؛ لأن كل فلسطيني مدفون فيها وضع أعلى قبره رقم ملفه الموجود داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
صفقة جثامين
عن أهمية جثامين الإسرائيليين كورقة في المفاوضات، يقول يقول الخبير العسكري، جمال الرفاعي، إن إسرائيل لا تترك أسراها أو قتلاها في أيدي أعدائها؛ حتى لا تظهر في موقف ضعيف، أو يتم استغلال هذه الجثامين إعلاميا، وفي كل حرب تضغط بشدة لاسترجاعهم.
ويضرب مثلا بأنه عقب توقيع اتفاقية السلام بينها وبين مصر عام 1979بعد حرب أكتوبر 1973، طلبت إسرائيل من مصر البحث عن جثامين قتلاها، وكذلك بحثت عن جثامين لها في سوريا ولبنان.
وفي رأي الرفاعي، فإنه "بالتأكيد إسرائيل ستطلب استرداد الجثامين، خاصة العسكريين؛ فهي في الأعراف العسكرية تعد إهانة، وقد يحدث صفقة تبادل جثامين؛ خاصة وأن الفلسطينيين طالبوا كثيرا باسترداد جثامين أبنائهم المحتجزة هناك".
قال المحلل السياسي الفلسطيني، نذار جبر، إن إسرائيل تحتجز دائما جثمان كل فلسطيني نفذ ضدها عملية، أو حاول ذلك "لمعاقبة الأهالي" حتى أنه لديها جثامين مر عليها أكثر من 40 عاما، وترفض الإفراج عنها، وبات لديها 3 مقابر أرقام تقريبا.
أما عن الجثامين الإسرائيلية لدى الفصائل الفلسطينية، فيقول المحلل الفلسطيني إن حماس لديها الآن، وفق المعلن، أكثر من 20 جثمانا إسرائيليا، بعضها لأشخاص قتلوا في هجوم 7 أكتوبر، والبعض في قصف إسرائيلي على القطاع، بحسب ما أعلنت الحركة.
ويختتم بأنه يتوقع أن تلعب حماس بهذه الورقة لمبادلة الجثامين، والإفراج عن الجثامين الفلسطينينة عند إسرائيل.