إرم نيوز
تسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بإخراج آبار المياه المخصصة لإيصال كميات الاستخدام اليومي للمنازل عن الخدمة، وذلك بسبب القصف الإسرائيلي لها من ناحية، ونفاد الوقود الخاص بمولداتها من ناحية أخرى.
وأكد مسؤولون في بلديات قطاع غزة، أن هناك صعوبة منذ بدء الحرب الإسرائيلية في إيصال المياه للسكان والنازحين، مشيرين إلى أن الوضع ازداد سوءاً عقب استئناف الجيش الإسرائيلي القصف واجتياحه لجنوب القطاع.
وقال الناطق الإعلامي باسم بلدية غزة، حسني مهنا، إن "الجيش الإسرائيلي دمر 90% من آبار المياه في مدينة غزة، كما أن بعضها توقف عن العمل بسبب نفاد الوقود لدى البلدية"، مشيراً إلى أن ذلك تسبب بإخراج المنظومة عن الخدمة.
وأوضح مهنا، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "3 آبار فقط بغزة هي التي تعمل في الوقت الحالي ولساعات محدودة جداً"، متابعاً: "هذه الآبار ستتوقف عن العمل اليوم أو غداً على أبعد تقدير ولا يمكنها تلبية احتياجات من تبقى من السكان في غزة".
وأضاف: "توقف آبار المياه تسبب في حرمان نحو نصف مليون من سكان غزة من المياه، كما أنه سيؤدي إلى حرمان جميع سكان المدينة منها بعد انقضاء الحرب، خاصة أن إعادة الآبار للعمل تتطلب وقتاً وجهداً كبيرين".
وأشار إلى أن البلدية لا تمتلك الإمكانيات الفنية والمالية لإعادة آبار غزة للعمل، خاصة أنها شيدت بتمويل دولي، "والآن نحن بحاجة إلى ذات التمويل من أجل إعادة تلك الآبار للخدمة"، محذراً من الآثار السلبية الكبيرة لهذا الأمر.
وحذر من أن الاستهداف الإسرائيلي سيكون له تداعيات كارثية على مدينة غزة، وأن الدمار الكبير للقطاعات التابعة للبلدية سيؤثر على تقديم الخدمات البيئية والإنسانية للسكان سواء في الوقت الحالي أو خلال الفترة المقبلة.
وقال رئيس بلدية دير البلح وسط قطاع غزة، دياب الجرو، إن خدمات تقديم المياه للسكان في المدينة توقفت منذ الأسابيع الأولى للحرب الإسرائيلية على القطاع، مؤكداً أن الآلاف من السكان والنازحين محرومون من المياه منذ نحو شهرين.
وأوضح الجرو، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "نفاد الوقود واستهداف طواقم البلدية العاملة ومراكز البلدية عوامل تسببت بخروج آبار المياه عن الخدمة وعدم وصول أي قطرة ماء للسكان، الأمر الذي له تداعيات كارثية كبيرة".
وأضاف: "دير البلح عدد سكانها 100 ألف، وارتفع لـ400 ألف مع نزوح سكان غزة لمناطق الوسط والجنوب. كنا في الوضع الطبيعي قادرين على تلبية الخدمات؛ لكن الآن ومع نفاد الوقود والقصف الإسرائيلي ليس لدينا القدرة على ذلك".
وأشار إلى محاولات لمساعدة السكان من خلال توفير مولد كهربائي لمن يمتلك بئراً خاصة، على أن يتم من طرفهم توفير الوقود، "وهذه الطريقة لا يمكن للجميع تحمل أعبائها؛ لكنها في الوقت الحالي تعد بديلاً مؤقتاً لحين استئناف ضخ المياه".
واستكمل بالقول: "ناشدنا المؤسسات الإغاثية العاملة في القطاع من أجل توفير الوقود لضخ المياه لمنازل المواطنين؛ لكن بسبب الكميات الشحيحة التي تدخل من معبر رفح لم تتم الاستجابة لطلبنا حتى هذه اللحظة".
وقال الجرو إن البلدية تتسلم كميات محدودة تستخدمها في جمع النفايات والخدمات الطارئة، "ولا يمكن أن تشغل الآبار"، مشدداً على ضرورة العمل من أجل إعادة منظومة المياه والصرف الصحي لكافة مدن القطاع.
وفي السياق، قال منسق الإعلام في بلدية رفح، محمد الداهودي، إن "البلدية، في ظل الموارد المحدودة، اضطرت لوقف بعض آبار المياه عن العمل، إضافة للعمل بأقل قدرات ممكنة لإيصال المياه للسكان".
وأوضح الداهودي، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "البلدية، مع الكميات الشحيحة جداً المتوفرة لديها من المؤسسات الإغاثية، وضعت خطة طوارئ وجدولاً لإيصال المياه لعدد من المناطق بمعدل أربع ساعات كل أسبوع للمنطقة الواحدة".
وأضاف: "هذه الخطة لا تلبي احتياجات السكان الذين ارتفع عددهم لقرابة نصف مليون نسمة بسبب الأعداد الكبيرة من النازحين لمدينة رفح بفعل الحرب الإسرائيلية؛ إلا أننا نعمل وفق الإمكانيات المتاحة".
وأشار إلى أن القصف الإسرائيلي طال أحد خزانات المياه الرئيسة في المدينة وتسبب بأضرار كبيرة، وهو الأمر الذي حال دون إيصال المياه لجميع المنازل السكنية، قائلاً: "إسرائيل تتعمد استهداف آبار المياه لزيادة معاناة السكان".
وطالب الداهودي المجتمع الدولي بضرورة التدخل العاجل من أجل إنقاذ المنظومة البيئية والصحية في قطاع غزة، قائلاً: "قد تضطر جميع البلديات للتوقف عن تقديم كافة أشكال خدماتها في حال استمرت الحرب الإسرائيلية".