العربية.نت قالت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، إن الوفيات الناجمة عن الافتقار للرعاية الصحية بغزة تفوق تلك التي يسببها القصف.وحذر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية أحمد المنظري اليوم الثلاثاء من استمرار العنف "الوحشي" في قطاع غزة، وجدد دعوته إلى وقف دائم لإطلاق النار.وأضاف المنظري في إحاطة إعلامية هي الأخيرة له قبل نهاية العام "العنف الوحشي لا يزال مستمرا بلا هوادة، وما لم يتوقف هذا الصراع فورا، فلا سبيل لتلبية احتياجات الناس على نحو كاف".وأشار إلى أن المجلس التنفيذي للمنظمة عقدة دورة طارئة استثنائية لبحث الوضع الصحي في الأراضي الفلسطينية، وأنه كان هناك توافق في الآراء بشأن الوضع في غزة، وصدر قرار يدعو لتقديم المساعدات الإنسانية الفورية بشكل متواصل ومن دون أي عوائق.وقال "لقد دعت المنظمة باستمرار، وما زالت تدعو، إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار".وتابع أن افتقار الرعاية الصحية التي حذر منها المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس والتي أشار إلى أنها قد تؤدي لوفيات تفوق تلك التي يسببها القصف، "لم تزدد إلا شدة بمرور الوقت".وقال إن "التحايل على حق الإنسان الأساسي في الصحة ستكون له تبعات هائلة تدوم سنوات وهو يشكل سابقة لتجاهل قيمة الإنسانية نفسها".إلى ذلك عبر متحدثان باسم وكالتين تابعتين للأمم المتحدة اليوم الثلاثاء عن غضبهم وعدم تصديقهم للوضع في مستشفيات غزة، حيث لا توجد الإمدادات الأساسية اللازمة لعلاج الجرحى ويُقتل الأطفال الذين يتعافون من عمليات بتر جراء الصراع المستمر.وقال جيمس إلدر المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) "أنا غاضب لأن الأطفال الذين يتعافون من عمليات بتر الأطراف بالمستشفيات يُقتلون في تلك المستشفيات".وأضاف أن مستشفى ناصر تعرض للقصف مرتين خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية.ووصفت مارجريت هاريس المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية الوضع في مستشفيات غزة بأنه "يفوق الخيال" و"يخالف الضمير".تتواصل، الثلاثاء، الحرب بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة، والتي اندلعت منذ شهرين ونصف، حيث يتواصل القصف الإسرائيلي على القطاع، شماله وجنوبه، فيما تتواصل المعاناة والمأساة الإنسانية التي يعيشها سكان القطاع المشردين بلا مأوى بعد تدمير منازلهم، بينما لا تظهر أي بادرة أمل في وقف وشيك لإطلاق النار.وفي آخر التطورات، قال المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة أشرف القدرة، اليوم الثلاثاء، إن القوات الإسرائيلية احتجزت 240 شخصا من كوادر طبية ومرضى ونازحين داخل مستشفى العودة في شمال قطاع غزة. وأضاف أن القوات الإسرائيلية حولت المستشفى لثكنة عسكرية واعتقلت ستة من الكوادر الطبية منهم مدير المستشفى، بالإضافة إلى مريض ومرافق.وأشار القدرة إلى أن من ضمن المحتجزين في المستشفى 80 شخصا من الطواقم الطبية و40 مريضا و120 نازحا، وأنهم محتجزون بلا ماء ولا طعام ولا دواء، وأن القوات تمنع الحركة بين الأقسام.وقبلها، أفادت وسائل إعلام فلسطينية، اليوم، بارتفاع عدد قتلى قصف إسرائيلي على عدة منازل في شرق رفح بجنوب قطاع غزة إلى 29 على الأقل. وأضاف "تلفزيون فلسطين" بحسابه على "تليغرام" أن من ضمن القتلى أحد الصحافيين.ويعيش في غزة 2.3 مليون شخص، معظمهم نزحوا من منازلهم بسبب الهجوم الذي شنته إسرائيل عقب توغل حماس في السابع من أكتوبر.وانطلقت شرارة الحرب بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر بهجوم غير مسبوق شنّته الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة. وأوقع الهجوم في الجانب الإسرائيلي نحو 1140 قتيلاً، غالبيتهم من المدنيّين، وفقاً لتعداد أجرته "فرانس برس" استناداً إلى إحصاءات إسرائيلية.وردّاً على هجوم حماس، تعهّدت إسرائيل بـ"القضاء" على الحركة وبدأت هجوماً واسع النطاق تسبّب بدمار هائل في القطاع الفلسطيني. وأوقع القصف الإسرائيلي 19,453 قتيلاً على الأقلّ، نحو 70% منهم من النساء والأطفال، وفق السلطات الصحية في غزة.وأثارت هذه الحصيلة المرتفعة من القتلى المدنيين في غزة ردود فعل دولية مندّدة بإسرائيل التي تلقّت أيضاً من حليفها الأميركي انتقادات غير معهودة.