إرم نيوز

"حياة ابنتيَّ دمرت بالكامل، والحرب الإسرائيلية على غزة قضت على أحلامهما وحكمت عليهما بالشلل مدى الحياة".. بهذه الكلمات المؤلمة وصفت منال محسن من مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حالة ابنتيها اللتين أصيبتا بالشلل عقب قصف إسرائيلي لمنزلهم.

وتروي محسن، لـ"إرم نيوز"، تفاصيل الحادثة التي أدت لتغيير جذري بحياة عائلتها، وقضت على أحلام ابنتيها بحياة مفعمة بالحيوية، وألزمتهما العيش على كرسي متحرك طيلة عمريهما، وحرمتهما من العلاج أيضًا.

وتقول محسن، إن "الطيران الإسرائيلي قصف المربع السكني الذي نسكن فيه بمخيم النصيرات، الأمر الذي أدى لتدمير عدد من البيوت ومقتل 30 من السكان وإصابة آخرين"، مبينة أن القصف تسبب بمسح ثلاث عائلات من السجل المدني.

وبحسرة وألم كبيرين، تؤكد محسن، أن "القصف غيّر حياة عائلتها بالكامل، فبالرغم من نجاتهم بأعجوبة من الموت وإنقاذهم من تحت الأنقاض؛ إلا أن الحادثة أدت إلى إصابة ابنتيها الوحيدتين بكسور في العمود الفقري والشلل".

ولولا صراخ الأم وزوجها وابنتيهما لما تمكن أحد من الجيران من الوصول إليهم أو إنقاذهم من تحت الأنقاض، واصفةً مشهد إنقاذ العائلة بالأعجوبة، خاصة وأن المنزل انهار فوق رؤوسهم، والركام كان في كل مكان.

وأضافت: "كانت جراحي أنا وزوجي طفيفة، أما ابنتانا فأصيبتا بجراح خطيرة ومنعتا من الحركة، انهارت حياتنا في لحظة وتغيرت ملامحها للأبد"، متابعةً: "ما الذنب الذي اقترفناه لنلقى هذا الجزاء القاسي".

وبينت أن "وضع ابنتيها صعب للغاية وهي الآن تسعى مع زوجها لتحويلهما للخارج من أجل تلقي العلاج"، قائلةً: "كلي أمل أن أنجح في إخراجهما من قطاع غزة للخارج، وأن يتم علاجهما خاصة وأنهما لا تتلقيان الرعاية الصحية الملائمة بغزة".

واستكملت: "ابنتاي لم تحصلا على الرعاية الصحية، وكل ما حصلتا عليه فقط مسكنات، ولدي أمل أن تعودا للحياة مجددًا وأن يكون الوضع كما كان في السابق"، مطالبةً بضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة.

مأساة جديدة

وقالت سماح محسن، إحدى الفتاتين المصابتين بالشلل: "لا أتذكر ما حدث لي ولم أشعر بنفسي إلا وأنا بالمستشفى لا أقوى على الحراك وخاصة في الجزء السفلي من جسدي"، مضيفةً: "الحرب غيرت حياتي للأبد ودمرت مستقبلي".

وتابعت: "لا أستطيع المشي أو الحركة وأنا مستلقية على ظهري منذ إصابتي بالقصف الإسرائيلي، كنت أتمنى أن أكمل تعليمي وأعيش حياتي مع عائلتي؛ لكن إسرائيل بحربها دمرت كل هذه الأحلام وحكمت عليّ بأن أظل طريحة الفراش".

واستكملت: "الوضع الصحي لشقيقتي أصعب، نحاول تهدئة روعها والتخفيف عنها؛ إلا أن آلامها أكبر خاصة وأنه لا يوجد أي أمل لعودتنا لحياتنا السابقة، وهذا الأمر مرعب للغاية وأنا حزينة جدًّا على حالتي وحالتها".