بعد الحديث عن لقاء محتمل بين قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قال إبراهيم مخير، عضو المكتب الاستشاري لحميدتي، فجر الأربعاء، إنه لم يتم تسليم قائد الدعم أي دعوة رسمية للاجتماع مع البرهان.
"عقبات حقيقية"
وأكد أن "هناك عقبات حقيقية أمام لقاء حميدتي والبرهان، فمن بين إجراءات بناء الثقة التي تم الاتفاق عليها في اجتماع جدة، تسليم الإخوان المسلمين المتورطين في إثارة العنف في السودان، لكن الجيش لم يف بالوعد الذي قطعه على نفسه".
فيما استبعد أن يحدث هذا اللقاء من دون إزالة ما وصفها بالعقبات، موضحا "تم الاتفاق فى جدة على توفير منصة إنسانية يتعاون فيها الجيش مع الوسطاء والدعم السريع لتوصيل الإغاثة إلى السودانيين، وهو ما لم يتم تنفيذه".
"ليس بصفته رئيسا لمجلس السيادة"
وأضاف "الدعم السريع طلب من قائد الجيش أن يأتي إلى المفاوضات بصفته كقائد للقوات المسلحة وليس بصفته ممثلا للشعب السوداني أو مجلس السيادة، لأننا نعتبرها صفة زائفة، ولا يمكن التوصل لاتفاق سلام معتمدين على صفة غير موجودة".
وقال مخير "هذه العقبات إلى الآن لم يلتزم الجيش بحلها، ولم نستلم إلى الآن دعوة رسمية لأي مقابلة".
"اجتماع لبحث وقف النار"
وكانت الهيئة الحكومية للتنمية في إفريقيا (إيغاد) قد دعت البرهان وحميدتي للاجتماع من أجل الاتفاق على وقف إطلاق النار، وبحث سبل تيسير وصول مواد الإغاثة.
وبحسب مخير "استجاب حميدتي والبرهان أبدى موافقته، ولكن فى اليوم التالي انتقدت وزارة الخارجية بيان الإيغاد، وتخلت عن الاجتماع، ولاحقا عاد البرهان لخطابه العدائي ضد الدعم السريع".
"الدعم السريع تحرك بصورة استباقية"
وأشار إلى أن الجيش أعلن مدينة ود مدني نقطة انطلاق لمعاركه ضد الدعم السريع، "مما دعا الدعم السريع للتحرك بصورة استباقية وهو الآن يسيطر على ود مدني بالكامل".
لكنه شدد في الوقت نفسه على أن "الدعم السريع مستعد لتقديم خطوات إلى الأمام في سبيل تحقيق هدنة طويلة الأمد تسمح للسودانيين بالتقاط أنفاسهم ولمواد الإغاثة أن تدخل البلاد وأن يتوقف صوت البندقية".
الأوضاع الميدانية
أما بشأن الأوضاع الميدانية، فقال مخير "العمليات ما زالت تجري، سيطرنا على ولاية الجزيرة سيطرة تامة، لكن هناك بعض التجاوزات من العصابات وبواقي عناصر الاستخبارات العسكرية لمحاولة زرع الفوضى في المنطقة".
وأوضح "الهدف النهائي للجيش والإخوان المسلمين، هو إثارة فوضى تؤدي بالمنطقة إلى أن تصبح مثل أفغانستان بحيث ينتشر القتل والهلع والخوف وينسحب المجتمع الدولي منها ليصلوا إلى مساومة سياسية تضمن وجودهم في مستقبل السودان، وهذا لن يحدث".
"تسليم السلطة للشعب"
كما أضاف "ماضون في تحقيق أهدافنا للوصول إلى حكومة مدنية ديمقراطية وتسليم السلطة للشعب، ونحن سلمنا السلطة في ولاية الجزيرة إلى أبنائها".
يشار إلى أن السودان يشهد حربا بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ 15 أبريل نيسان، مما أسفر عن مقتل نحو 10 آلاف ونزوح حوالي سبعة ملايين شخص داخليا، بحسب الأمم المتحدة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة أيضا إلى أن 1.5 مليون شخص آخرين فروا إلى دول مجاورة.