محمد الرشيدات
تسلّط الضوء على الأطفال الضحايا وتنقل معاناة المكلومين
نقلاً عن أصغر مراسلة صحفية في غزّة لمى أبوجاموس يوصف الواقع الأليم الذي يعيشه سكّان القطاع جرّاء الحرب المستعرة التي تشنها إسرائيل هناك منذ قرابة 3 أشهر.
لمى ذاتُ التسعِ سنوات أرادت نقل الصورة على حقيقتها لما يحدث في غزّة من استهداف للمدنيين من قتل وتهجير وتدمير لأماكن سكناهم التي تركوها كرهاً وإجباراً جرّاء القصف والقنص، وبسبب آلة عسكرية إسرائيلية همجية لا تميّز الصغير في مخدعه، ولا الطاعن في السِنِّ في مدمعه، ولا الشاب الذي أردته شهيداً مؤدية إلى مصرعه.
التقارير المصوَّرة التي تبثّها لمى من خلال هاتفها الخاص ترصد جميع جوانب الحياة الصعبة التي بات عليها مواطنو القطاع، لتُظهِر حجم معاناتهم المشابهة لمعاناتها هي وعائلتها بعد فرارهم من منزلهم الواقع وسط مدينة غزّة نتيجة الهجمات العشوائية التي تشنّها الطائرات الإسرائيلية والآليات الثقيلة المتوغلة في المدينة، قبل أن يفرّوا للمرّة الثانية إلى خان يونس جنوب القطاع، ليستقر بهم الحال داخل ملجأ من ملاجئ مدينة رفح.
متنقّلة بين الأحياء، حاملةً معها الميكرفون، مرتدية سترة الصحفيين الواقية التي بالكاد تستطيع حملها، للتعريف بنفسها كمراسلة حرب ميدانية على الرغم من نعومة أظفارها، ترتجي نقل هموم سكان غزة، وتسلّط الضوء على الأطفال المصابين نتيجة الحرب الإسرائيلية التي تُشَنُّ عليهم دون هوادة، لتوثّق في الوقت ذاته الظروف المعيشية الحالكة التي يتجرّع مرارتها من يحتمون في الملاجئ العامّة وفي أماكن الإيواء من مدارس ومستشفيات خرجت في أغلبها عن العمل وأصبحت غير صالحة لاستقبال المزيد من المرضى والهاربين من ويلات الحرب. وعلى اختلاف تواجدها في قطاع غزّة تجد لمى في الإعلام الخاص وسيلة لإيصال نداءات استغاثة الغزّيين المكلومين وسرد معاناتهم التي رسمتها معطيات ساحة القتال المفروضة عليهم بعد 88 يوماً على الحرب الدائرة، لتقدّم مادتها المصوَّرة المتضمّنة بمجمل التحديات اليومية التي أفرزتها الغارات الإسرائيلية بمشاهدها القاسية عبر صفحتها على تطبيق الإنستغرام التي وصل عدد المتابعين لها إلى مئات الآلاف من داخل فلسطين المحتلة وخارجها.
من رحم المعاناة تُولد العزيمة، ومن وحي الواقع تُحكى القصص وتُروى على لسان المتشبثين بأرضهم، المتمسّكين بحقّهم في البقاء، البقاء بكرامة حتى وإن استقوى عليك الدخيل برعونة أدوات عسكرية متطوّرة ومموّلة لا تفعل شيئاً أمام صمود الشعب الغزّي.
{{ article.visit_count }}
تسلّط الضوء على الأطفال الضحايا وتنقل معاناة المكلومين
نقلاً عن أصغر مراسلة صحفية في غزّة لمى أبوجاموس يوصف الواقع الأليم الذي يعيشه سكّان القطاع جرّاء الحرب المستعرة التي تشنها إسرائيل هناك منذ قرابة 3 أشهر.
لمى ذاتُ التسعِ سنوات أرادت نقل الصورة على حقيقتها لما يحدث في غزّة من استهداف للمدنيين من قتل وتهجير وتدمير لأماكن سكناهم التي تركوها كرهاً وإجباراً جرّاء القصف والقنص، وبسبب آلة عسكرية إسرائيلية همجية لا تميّز الصغير في مخدعه، ولا الطاعن في السِنِّ في مدمعه، ولا الشاب الذي أردته شهيداً مؤدية إلى مصرعه.
التقارير المصوَّرة التي تبثّها لمى من خلال هاتفها الخاص ترصد جميع جوانب الحياة الصعبة التي بات عليها مواطنو القطاع، لتُظهِر حجم معاناتهم المشابهة لمعاناتها هي وعائلتها بعد فرارهم من منزلهم الواقع وسط مدينة غزّة نتيجة الهجمات العشوائية التي تشنّها الطائرات الإسرائيلية والآليات الثقيلة المتوغلة في المدينة، قبل أن يفرّوا للمرّة الثانية إلى خان يونس جنوب القطاع، ليستقر بهم الحال داخل ملجأ من ملاجئ مدينة رفح.
متنقّلة بين الأحياء، حاملةً معها الميكرفون، مرتدية سترة الصحفيين الواقية التي بالكاد تستطيع حملها، للتعريف بنفسها كمراسلة حرب ميدانية على الرغم من نعومة أظفارها، ترتجي نقل هموم سكان غزة، وتسلّط الضوء على الأطفال المصابين نتيجة الحرب الإسرائيلية التي تُشَنُّ عليهم دون هوادة، لتوثّق في الوقت ذاته الظروف المعيشية الحالكة التي يتجرّع مرارتها من يحتمون في الملاجئ العامّة وفي أماكن الإيواء من مدارس ومستشفيات خرجت في أغلبها عن العمل وأصبحت غير صالحة لاستقبال المزيد من المرضى والهاربين من ويلات الحرب. وعلى اختلاف تواجدها في قطاع غزّة تجد لمى في الإعلام الخاص وسيلة لإيصال نداءات استغاثة الغزّيين المكلومين وسرد معاناتهم التي رسمتها معطيات ساحة القتال المفروضة عليهم بعد 88 يوماً على الحرب الدائرة، لتقدّم مادتها المصوَّرة المتضمّنة بمجمل التحديات اليومية التي أفرزتها الغارات الإسرائيلية بمشاهدها القاسية عبر صفحتها على تطبيق الإنستغرام التي وصل عدد المتابعين لها إلى مئات الآلاف من داخل فلسطين المحتلة وخارجها.
من رحم المعاناة تُولد العزيمة، ومن وحي الواقع تُحكى القصص وتُروى على لسان المتشبثين بأرضهم، المتمسّكين بحقّهم في البقاء، البقاء بكرامة حتى وإن استقوى عليك الدخيل برعونة أدوات عسكرية متطوّرة ومموّلة لا تفعل شيئاً أمام صمود الشعب الغزّي.