عاصم الدسوقي
بعد مرور عام ونيف من اشتعال الحرب المؤدلجة علي السودان و تمايز الصفوف ووضوح الرؤي القذرة و الاطماع السياسية والاقتصادية والتفاصيل التي اخرجت سوءاتنا فضحت نوايانا كشعب تدثر تحت عباية الشجاعة والكرم والجود ..
ثم اكتشفنا الحقيقة واغلبنا اصبح ينظر تحت قدميه و يدية داخل جيبيه المنتفختين من استغلال الغير ....
لا اريد التسلسل في نبش القضايا التي تتراءى و تتزاحم امام ناظري في مركز الذاكرة وانا لا اري شيئا جميلا او ايجابيا من شانه ان يقود الوطن للخروج من الازمة الى الاصلاح. .....
لا اثق في هؤلاء ولا افعالهم ...
لماذا تمددت الحرب الي الان والبسطاء من ابناء هذا الوطن يفترشون الارض ويلتحفون السماء ؟؟؟؟
وهنالك من يهرولون بين الساسة والقادة وهم مازالوا يطمعون بأخذ ما ليس لهم به حق فقط من اجل الشوفانية و البهرجة البغيضة ...
من يحمل هم الوطن وهو يزحف علي بطنه ، كسير الظهر لا يقوي علي الوقوف في ظل هذا الوضع الكارثي والناس تنتظر الامل لكي تغطي عوراتها داخل الوطن بديارها تحتمي خلف ابواب بيوتها ! ولكن اين مقنع الكاشفات الذي يقود ويفعل ويحقق الحلم ..
عموما الالم و الماسي كثيره وكل يوم افقد العشم وانا اري الزخم والمهرجانات والمؤتمرات في القاعات وسوح العاصمة الادارية لجماعات تنادت من اقاصي الفيافي ، لتلتهم الطيبات ويصدعونا بالهطرقات .. والمؤسف ان يتسابق القادة للظهور والتصريح والتنطيح والتنظير والوطن يعاني ويتألم ...
ماذا جنينا او سوف نقطف من هذا العواء ....
اما كان الاولي ان تمتد ميزانية هذه الاحتفالية الهوجاء لسد رمق اطفال جياع او نساء عاريات او شيوخ اهلكتهم المعاناة وهم بين المدارس والشوارع هائمون يبحثون عن ملجا او ظل شجرة فيه يبيتون ...
هل هذه الحرب التي تقودنا الان الي المجهول بعد ان فقدنا كل شيء .. الآن فقط بعد كل هذه الفترة الطويلة اتينا لنقول توحيد خطاب اعلامي ؟
هل الوطن يحتاج الي ما انتم فيه خائضون ...
مؤتمر ذكرني بكذبة ابريل التي تأجلت لمايو .. مؤتمر اثبت اننا نجيد صناعة الفارغة وكيف نتثعلب من اجل ان ناخذ المفيد ...
اين كان وزير الاعلام في العام الاولي من الحرب ولا اقول الايام الاول .. اين كان الاعلاميين بمختلف مسمياتهم ...
اين كنتم وساحات الوغي تترجي الرحيل .. لماذا لم تكونوا حضورا في ساحات المعارك و الميادين .. لماذا لم تسخروا اقلامك لنصرة الجيش ومنافحة اعلام الجنجويد الذي تسيد الساحة طولا وعرضا .. اين كنتم والشهداء يتساقطون كما يتساقط الطير ...
ابحثوا في دواخلكم جل الحضور من اين كنتم تقتاتون اليس من مرتبات ونثريات واكراميات حميدتي ..
الان اتيتم لتقولوا لنا توحدوا ...
اسفا ... جفت الاقلام ورفعت الصحف ....
مؤتمر الاعلام الذي انعقد ببورتسودان ضجيج بلا طحين اريد به انتاج نفس الوجوه بملامح جديده .. حتي تضمن وجودها في مائدة الملك لتفخيم الذات ...
السودان يفتقد للمؤسسية والمهنية والضمير ..
ولن ينصلح حال البلاد في وجود هذه العقليات محدودة القدرات والطموح والاهداف ولا خير في هذه الورشة ولا خير في من قاموا علي امرها ...
وكان الله في عون البلاد والعباد .