خلالَ الفترةِ التي احتلَ فيها تنظيم داعش المدن والبلدات في محافظة صلاح الدين العراقية، كان يعمل على إجهاض أية محاولة من شأنها إنهاء وجودهِ فيها، ناحية العَلم كانت إحدى المناطق الثائرة التي مثلت جبهة رفضِ للتنظيم، وفي محاولة للتصدي لها قام داعش بعمليات إعداٍم جماعية بحق عدد من شباب الناحية، واعتقل عشرات آخرين لا يعرف مصيرهم حتى اللحظة.
لم تكن منهجية تنظيم داعش تخلو من عمليات الإعدام الجماعية التي شملت المعارضين لقوانينه، أحد عشر شابا أعدموا في ساحة وسط ناحية العلم في محافظة صلاح الدين العراقية، قضوا جميعا بتهمة مقاومة وجود داعش في مناطقهم.
تقول أم قصي وهي من أهالي ناحية العلم بصلاح الدين العراقية: "كانوا هؤلاء الفتية يمثلون بذرة المقاومة الأولى لداعش، فكانوا إنموذجا يحتذى به في محافظة صلاح الدين، أذاقوا عناصر التنظيم المتطرف القتل في الليل والنهار، الى أن كشف أمرهم من قبل عناصر داعش".
عملية اعدام هؤلاء الشباب الذين ينتمي معظمهم لعشيرة الجبور، تمت تحت مرآى ومسمع جموع من أبناء ناحية العلم، عادة كان التنظيم المتطرف يتبعها في إي منطقة يدخلها مسلحوه.
رافد الجبوري وهو أحد الناجين من بطش داعش يقول: "كان فرسان العلم يمثلون روح الرفض لفكرة التنظيم المتطرف، وأتذكر أيضا أن عناصر داعش أمهلونا عدة ساعات لمغادرة المدينة، وبالفعل تم تجهير الأهالي قسرا، والذي إمتنع عن الخروج قتل".
ناحية العلم تقع ضمن الحدود الإدارية لمحافظة صلاح الدين، مثلت جبهة رفض لمسلحي داعش الذين أذاقوا أهلها كل أساليب التنكيل والترهيب والقتل، وبحسب شهادات خاصة أكدت أن تنظيم داعش اعتقل عشرات من أبناء العلم من دون أن يعرف مصيرهم حتى اللحظة.
أما سامي الجبوري فقال مستذكرا لتلك الأيام: "داعش إستخدام مبدأ القوة والقتل ضدنا، ورغم ذلك فإننا لم نخف من داعش ومن إستشهد منا هو هدية الوطن والديرة"، وأنت تقف بجوار ساحة الفرسان كما تعرف اليوم، ينتابك ذلك الشعور بشأن ما جرى، من أساليب وحشية بحق المناطق التي خضعت لاحتلال التنظيم الذي لم يدم طويلا.