وصل وفد المعارضة السورية المسلحة برئاسة «محمد علوش»، اليوم الأحد، إلى أستانة للمشاركة في المفاوضات الخاصة بسوريا، والتي تنطلق ظهر غد الاثنين وتستمر يومين.
ومن المقرر أن يعقد ممثلو روسيا وتركيا وإيران محادثات ثلاثية وثنائية للتحضير لانطلاق المفاوضات التي ستركز على تثبيت اتفاقية وقف إطلاق النار.
وأشار مصدر صحفي أن ممثلي الدول الراعية الثلاثة -تركيا وإيران وروسيا- وصلوا إلى العاصمة الكزاخية، أمس السبت، وعقدوا جولة مشاورات ثلاثية وعددا من المحادثات الثانية، موضحا أنهم سيعاودون الاجتماع بعد ظهر اليوم الأحد، في سياق التحضيرات التقنية للمفاوضات، فضلا عن عقد لقاءات ثنائية.
ولفت المصدر إلى أن المبعوث الأممي إلى سوريا «ستيفان دي ميستورا» عقد لقاء في وزارة الخارجية الكزاخية، أمس السبت.
ويضم وفد المعارضة 14 شخصا يمثلون أهم الفصائل العسكرية التي وافقت على المشاركة، وعلى رأسهم ممثل «جيش الإسلام»، «محمد علوش» وممثلون عن «الجبهة الجنوبية» و«فيلق الشام» و«صقور الشام» و«أجناد الشام» و«تجمع فاستقم» و«الجبهة الشامية»، وغيرها.
وذكرت «وكالة الأنباء السورية الرسمية» (سانا)، أن وفد النظام السوري الذي يضم 10 أشخاص برئاسة سفير النظام لدى «الأمم المتحدة»، «بشار الجعفري» غادر دمشق، اليوم الأحد.
وأكد الجانبان أن المفاوضات ستتمحور أولا حول تثبيت وقف إطلاق النار الهش والساري منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، برعاية روسيا وإيران، أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.
في غضون ذلك، كشفت وكالة «إنترفاكس» الروسية، نقلا عن مصدر مطلع، تفاصيل خطة سير المفاوضات وخطوات المباحثات في العاصمة الكازاخية.
وبحسب الوكالة فإن اللقاءات ستبدأ بمأدبة غداء على شرف المدعوين تتبعها، الجلسة الأولى للمباحثات، حيث يفتتحها رئيس جمهورية كازاخستان «نور سلطان نزرباييف» بكلمة ترحيب، تتبعها كلمات رؤساء وفود روسيا وتركيا وإيران ومندوب «الأمم المتحدة» والولايات المتحدة الأمريكية.
وتبدأ بعد ذلك المباحثات السورية-السورية بين وفدي المعارضة والنظام، وسيقوم بدور الوسيط بينهما ممثل «الأمم المتحدة»، «ستيفان دي ميستورا» وقد تنضم إليه وفود أخرى في الوساطة، على أن تتواصل المشاورات بشكل ثنائي بعد ذلك.
وفي الجلسة العامة الثانية من المباحثات، سيتم تلخيص النتائج الأولية التي تم التوصل إليها خلال اليوم الأول من المباحثات.
وفي اليوم الثاني، من المقرر أن تعقد محادثات ثنائية ومتعددة الأطراف، على أن يتم استكمال الجولة الأولى من الاجتماعات، لاستخلاص النتائج ومناقشتها واعتماد بيان مشترك من قبل المشاركين في الاجتماع، ليتم بعدها عقد مؤتمر صحفي مشترك لرؤساء الوفود.
من جنبها، أعلنت الخارجية الأمريكية أن سفيرها في العاصمة الكازاخية «جورج كرول» سيمثلها في هذه المباحثات.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم وفد المعارضة «أسامة أبو زيد» إنهم بحثوا مع وفد روسي في أنقرة أمس كيفية خروج لقاء أستانة بحل سلمي في سوريا، استنادا إلى بيان جنيف وقرار «مجلس الأمن» رقم 2254، مؤكدا على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار وتوثيق خروق النظام وإيران والميليشيات التابعة لهما، وعلى رأسها ميليشيا «حزب الله» اللبناني.
من جانبها أصدرت «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقا) أمس السبت، بيانا عبرت فيه عما قالت إنه موقفها من محادثات أستانة التي ستعقد في عاصمة كزاخستان، معتبرة أن مؤتمر أستانة جزء من المؤامرة على الثورة السورية.
وفي تطور متصل، قال نائب وزير الخارجية الإيرانية «حسين جابري أنصاري» إن الرئيس الكزاخي وجه دعوة للولايات المتحدة للحضور بصورة بروتوكولية، وإن واشنطن لن تلعب أي دور في ترتيبات المفاوضات.
كما أشار إلى أن مسار أستانة لن يكون بديلا عن مسار جنيف لحل المأساة السورية، ولكن قد يكون مكملا له.
وكان متحدث باسم الكرملين قال، أمس السبت، إن موقف إيران يساهم في تعقيد محادثات السلام السورية في أستانة، مضيفا أن موسكو ترحب بمشاركة الولايات المتحدة وأنه لا يمكن حل الأزمة السورية من دون مشاركة واشنطن.
وأشار المتحدث إلى أن من غير المرجح الوصول لأي اتفاق بشأن سوريا، بسبب العدد الكبير من الأطراف المشاركة في صياغة التسوية، بحسب رأيه.
وفي حال كللت هذه المفاوضات بالنجاح، فإنها قد تفتح الباب أمام مفاوضات برعاية «الأمم المتحدة» في 8 فبراير/شباط المقبل في جنيف.