عواصم - (وكالات): تفاعل السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي مع مشروع الدستور السوري الجديد الذي فصلته أيدي الدب الروسي وتريد أن تلبسه للشعب السوري، ووزعت مسودته على الأطراف السورية في مفاوضات أستانة.وأسقط مشروع الدستور عروبة الدولة واختصارها على "الجمهورية السورية" وشدد على عدم الالتزام بالديانة الإسلامية للرئيس كما أنه من غير الضروري أن يكون مقيماً في سوريا، مع إمكانية تكبير وتصغير جغرافيا الدولة.من جهتها، حصلت صحيفة "الحياة" اللندنية على تعديلات وضعها النظام على مشروع المسوّدة. وأبرز ما تضمنته التعديلات، أن يُسمح لانتخاب بشار الأسد لولايتين على التوالي، ما يعني أن يترشح الأسد مجدداً في 2021.بالإضافة إلى إعادة سلطة التشريع إلى رئيس الجمهورية وإلغاء "جمعية المناطق" التي تضم ممثلي المناطق المحلية، ومن ضمنها "الحكم الذاتي الكردي". وبحسب صحيفة "الحياة" فإن مسؤولين سوريين وضعوا ملاحظاتهم بخط يدهم على مسوّدة الدستور، وتم إرسالها إلى دمشق وطهران، وهو ما يؤكد وجود مسوّدة الدستور السوري الجديد الذي تقدمّت به موسكو، على خلاف نفي النظام مراراً لهذا الموضوع سابقا.وتبادل ناشطو "فيسبوك" و"تويتر" النشر على وسم "#دستور" وروح السخرية والتهكم تملؤهم، معتبرين أن كل ما تقوم به روسيا اليوم هو تكريس لسياسة احتلالها سوريا.ووصف مدونون بشار الأسد بـ "الكاذب" بعدما نفى النظام قبل فترة وجود مسودة دستور روسي لسوريا.وتقترح مسودة دستور روسيا توسيع صلاحيات البرلمان على حساب صلاحيات رئيس النظام بشار الاسد، بحيث لا تسمح له بحله، كما تمنح البرلمان إعلان الاستفتاء على المصالح العليا للبلاد.وتمنح مسودة الدستور البرلمان تغيير حدود الدولة السورية باستفتاء عام، وتولي مجلس الشعب إقرار مسائل الحرب والسلام وتنحية رئيس الجمهورية وتعيين أعضاء المحكمة الدستورية العليا، وخضوع القوات المسلحة لرئيس الجمهورية، مزيدا من تفاصيل المسودة في التغريدة أدناه.وسلّم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مشروع الدستور إلى ممثلين عن المعارضة في اجتماع غاب عنه ممثلو أهم التكتلات السياسية المعارضة والفصائل المسلحة.وأفادت مصادر بأن لافروف سلّم ممثلين عن المعارضة مشروع دستور لسوريا خلال اجتماع في موسكو مع مندوبين يمثلون منصات موسكو والقاهرة ومعارضين آخرين، وقال لافروف إنه من الخطأ مقارنة مشروع الدستور الروسي لسوريا بالدستور الأمريكي للعراق، معتبرا أن الثاني "وضعه المحتلون وفرضوه على الشعب العراقي" وأن بلاده لا تحاول فرض اقتراحاتها على أحد. كما أعلن لافروف تأجيل موعد مفاوضات جنيف من 8 فبراير المقبل إلى نهاية الشهر نفسه، متهما الأمم المتحدة بالتباطؤ.في المقابل، قالت يارا شريف الناطقة باسم مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إنه لا يوجد تأكيد بأن المحادثات أرجئت، مضيفة أن دي ميستورا سيزور نيويورك الأسبوع المقبل لبحث ذلك.في الأثناء، قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن روسيا تأمل أن يكون تعاونها مع تركيا وإيران بشأن الأزمة السورية طويل الأمد.وأعلنت الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة أن موسكو وجهت دعوات شخصية وشفهية لرئيسيهما لحضور الاجتماع مع لافروف، وليس للمؤسستين اللتين تضمان أكبر التكتلات السياسية المعارضة، كما لم توجه موسكو دعوة إلى الفصائل المسلحة التي شاركت في أستانا. وقال ممثل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي إنهم يرحبون بإزالة كلمة "العربية" من تسمية الجمهورية السورية في مشروع الدستور الروسي، معتبرا أن رئيس النظام بشار الأسد يجب أن يبقى في الحكم في المرحلة الانتقالية حفاظاً على الأمن. وذكرت مصادر أن ممثل الحزب الكردي الذي حضر لقاء موسكو سلّم الجانب الروسي مشروعاً كردياً للدستور السوري.:عزيز