عواصم - (وكالات): مكنت عملية تحرير مدينة "المخا" اليمنية بالكامل وتطهيرها من فلول ميليشيا المتمردين الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الانقلابية والألغام التي زرعتها في الطرقات، قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "اعادة الامل" بقيادة المملكة العربية السعودية، وقوات الحكومية اليمنية والمقاومة الشعبية من ربط جبهاتها في معاركها ضد الميليشيات الانقلابية، ودفعت عملية تمشيط قوات التحالف والقوات اليمنية لمدينة المخا في القضاء على فلول من عناصر الحوثي التي كانت تختبئ داخل المدينة، كما أدت إلى مقتل 27 شخصًا من عناصر تنظيم الدولة "داعش" الإرهابي التي كانت تتحصن في المدينة. وذكرت وكالة الانباء السعودية في تقرير ان تحرير المخا يُمثل ضربتين موجعتين لكل من ميليشيا الحوثي وصالح والنظام الإيراني، إذ قطعت قوات التحالف والجيش اليمني والمقاومة الشعبية آخر شريان لتهريب الأسلحة الإيرانية للحوثيين عبر ميناء المخا الاستراتيجي، ووقف تجارة تهريب الحوثي للممنوعات لتمويل عملياته، كما يُعد تحرير المخا ضربةً موجعة لإيران أيضًا، حيث أعلنت طهران سابقًا استعدادها لإنشاء قواعد بحرية قريبة من باب المندب، معتقدين استمرار سيطرة الحوثي على سواحل تعز. ونقلت الوكالة عن محللين عسكريين، قولهم إن تحرير المخا سيفتح جبهتين رئيسيتين إحداهما ستتوجه نحو مدينة الحديدة ومنها إلى صنعاء، والأخرى ستنطلق شرقًا لاستكمال عملية تحرير مدينة تعز والتوجه نحو محافظتي إب وذمار، بهدف تطويق صنعاء من كل الجهات. وتكمن أهمية السيطرة على المدينة ومينائها في تأمين ممر باب المندب الملاحي الاستراتيجي، كما أن المدينة تربط محافظة تعز بمحافظة الحديدة الساحلية، إذ يسهل السيطرة عليها استرجاع ما تبقى من بلدات على طريق الحديدة تعز. وطبقًا للمحللين العسكريين، فإن استعادة المخا تُعطي قوات الشرعية القدرة على إطلاق أي عملية عسكرية من محورين، الأول باتجاه مديريات الساحل الغربي في الحديدة، والآخر باتجاه معسكر خالد الواقع شرقي المخا، الذي يُعد أكبر معسكر للانقلابيين في تعز، كما يقطع أهم شريان إمداد بالسلاح المهرب من البحر الأحمر. وتهدف عمليات التمشيط إلى تأمين المدينة تمهيدًا لدخول المساعدات إلى المخا، والبدء في الاستعدادات لإطلاق المرحلة الثانية من المعركة التي تحمل اسم الرمح الذهبي . وقامت مروحيات الأباتشي بالدور الكبير في استهداف مركبات الحوثيين، التي كانت تنقل تعزيزات عسكرية للمتمردين. وقال المحللون العسكريون، إن الأهمية العسكرية لتحرير المخا تكمن في تأمين مضيق باب المندب التي تمر عبره 1000 قطعة بحرية يوميًا، حيث أنه كان بمقدور الصواريخ التي يمتلكها الحوثيين من استهداف السفن المارة عبر الممر الدولي الذي يبعد حوالي 70 كيلومترًا عن مدينة المخا. ورأى المحللون العسكريون أن عزل المليشيات جغرافيًا من خلال حرمانها من السيطرة على الموانئ التي تزودها بالموارد المالية والأسلحة المهربة سُيسارع في إنهاء الحرب، مشيرين إلى أن معركة تحرير المخا تُعد بمثابة مقدمة لاستعادة ميناء الحديدة لقطع إمدادات الأسلحة التي تزودهم بها إيران عبر الموانئ التي يتم تحريرها. وكانت منظمة أبحاث تسليح النزاعات قد تحدثت الشهر المنصرم عن وجود خط بحري حيوي لتهريب الأسلحة من إيران إلى الانقلابين في اليمن عبر إرسالها أولًا إلى الصومال، إذ دأبت الميليشيات على استخدام ميناء المخا، في عمليات استلام شحنات الأسلحة القادمة من السفن الإيرانية، وكذلك عمليات إرسال السلاح إلى ميناء الحديدة.

ميدانيا، شهدت المناطق الحدودية اليمنية السعودية تطورات ميدانية حيث شنت طائرات التحالف غارات جوية مستهدفة أهدافاً عسكرية في عدة مواقع. ودمرت مقاتلات التحالف العربي منصة إطلاق صواريخ قبالة الشريط الحدودي لمنطقة نجران السعودية، ما أسفر عن مقتل عدد من عناصر الميليشيات.

من ناحية اخرى، أطلقت الأمم المتحدة مناشدة لجمع 2.1 مليار دولار لتوفير الغذاء ومساعدات ضرورية أخرى يحتاجها 12 مليون شخص في اليمن الذي يواجه خطر المجاعة منذ انقلاب المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع صالح على الحكومة الشرعية والرئيس اليمني المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي.