في سابقة هي الأولى من نوعها، حذر برلمانيون إيرانيون من نقمة سكان إقليم الأحواز، إذ وجه 68 برلمانيا رسالة إلى الرئيس حسن روحاني، محذرين من تصاعد النقمة الشعبية في الإقليم ذي الأغلبية العربية.

وبحسب مراقبين لا ينكر أحد الوضع الإنساني والاجتماعي والسياسي المتردي لسكان الأحواز العرب جنوبي إيران، بسبب سياسة انتهجتها إيران اتجاه هذا الإقليم منذ احتلاله مطلع القرن الماضي.

لكن يبدو أن كيل التهميش والإهمال قد طفح بأهله، فهناك مظالم وصلت إلى قبة البرلمان دفعت نحو 70من نواب البرلمان الإيراني إلى توجيه رسالة إلى الرئيس روحاني يحذرونه فيها من نقمة شعبية لأهل الأحواز بسبب تراجع الخدمات المقدمة لهم وتهميشهم.

ويقول البرلمانيون إن سبب تلك النقمة المتوقعة هو تردي الخدمات مثل الكهرباء والماء والاتصالات، وإهمال الحكومة لأوضاع مواطنيها.

لكن الواقع على الأرض أعمق من ذلك بكثير، فمنطقة الأحواز العربية التي احتلتها إيران في عشرينيات القرن الماضي، تضم واحدة من القوميات الكبيرة في إيران، وتشكل ثقلا قويا بسبب بعدها القومي العربي، وموقعها الجغرافي وغناها بالنفط.

ورغم ذلك فإن عرب الأحواز يعانون من التهميش والاضطهاد، والتمييز السياسي والاجتماعي والاقتصادي، ومحاولات طمس الهوية العربية، وهي أسباب جعلت المنطقة مركز حراك شعبي ضد سياسيات التمييز.

ولا تكاد تخبو احتجاجات حتى تعود من جديد، مطالبة بحقوق أهل الإقليم بل وباستقلال الإقليم.

وتحرك البرلمانيين الإيرانيين الأخير لتحذير رئيس البلاد، يظهر درجة الإرباك التي وصل اليها النظام الايراني في مواجهة حركات الاستياء والتململ، خاصة في الأحواز.

لكن لا يبدو أن النظام الإيراني بصدد مراجعة كيفية تعاطيه مع حقوق الأقليات العرقية والدينية في البلاد،فهو يعتبر أي حركة مطالبة بالحقوق والحريات، "مؤامرة تحركها أياد خارجية".

وهكذا فإن سياسية التجاهل مستمرة، ومعها يستمر الحراك خاصة في الأحواز التي قد تصبح الشوكة الأكبر في حلق النظام الإيراني.