عواصم - (وكالات): قالت وثيقة اطلعت عليها "رويترز" إن الحوثيين قرروا فرض سقف على الواردات ومنع التجار مؤقتاً من شراء الدولارات في محاولة لوقف هبوط العملة المحلية الريال، فيما تشير تقارير إلى أن تلك الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم الأزمة الغذائية في اليمن الذي دمرته الحرب. من ناحية أخرى، قتل مسلحون حوثيون في غارات للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن، وفي تفجير سيارة ملغمة بمحافظة البيضاء وسط البلاد، فيما وصلت عشرات الجثث من عناصر ميليشيا المتمردين وقوات صالح إلى المستشفى الجمهوري في مدينة حجة، قادمة من جبهتي حرض وميدي، بحسب ما أفاد المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة التابع للجيش اليمني. من جهة أخرى،

ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن مصدر محلي في مديرية بيحان بمحافظة شبوة أن طائرات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية قصفت دوريات عسكرية لميليشيا الحوثي في المنطقة، ما أسفر عن مقتل 7 منهم.

وفي مدينة رداع بمحافظة البيضاء وسط اليمن، قتل مسلحان حوثيان وأصيب آخرون جراء تفجير عربة ملغمة قرب نادٍ تتخذه ميليشيا الحوثي مقراً لها. ميدانياً، قال ناشطون إن طائرات التحالف العربي قصفت مخزن أسلحة للحوثيين في منطقة البرح غرب تعز، وذلك بالتزامن مع اشتباكات بين الجيش الوطني والمليشيا في جبل هان. وفي ساحل اليمن الغربي تجددت الاشتباكات في مدينة ميدي الساحلية بمحافظة حجة شمال الحديدة، وذلك بعد أيام من سيطرة الجيش الوطني على مدينة المخا الواقعة جنوباً على ساحل اليمن الغربي. وقالت مصادر عسكرية إن 14 من ميليشيا الحوثي و6 جنود يمنيين قتلوا في معارك وقعت مساء الأحد الماضي في ميدي القريبة من الحدود مع السعودية. في غضون ذلك، تواصلت محاولات المتمردين لتحقيق تقدم في تعز جنوب غرب البلاد، خاصة في معارك حي الزهراء والأحياء المحيطة بمعسكر الدفاع الجوي التي شهدت اشتباكات عنيفة حاولت الميليشيات فيها السيطرة على مواقع عسكرية، لكنها منيت بهزيمة كبيرة كلفتها عشرات القتلى والمصابين.

من ناحية ثانية، استشهد 12 عسكرياً سعودياً عند الحدود الجنوبية مع اليمن خلال 10 أيام تقريباً، بحسب سلسلة أخبار نشرتها وكالة الأنباء الرسمية في المملكة تضمنت صوراً من التشييع والدفن وتصريحات من الأقرباء.

وفي تطور آخر، قالت وثيقة اطلعت عليها "رويترز" إن الحوثيين قرروا فرض سقف على الواردات ومنع التجار مؤقتاً من شراء الدولارات في محاولة لوقف هبوط العملة المحلية الريال. وقد تؤدي الخطوة إلى تفاقم الأزمة الغذائية في اليمن الذي دمرته الحرب والجوع والمرض. وصدرت الوثيقة بعد اجتماع عقد في العاصمة صنعاء بين نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في حكومة المتمردين حسين مقبولي وممثلين للبنوك ومكاتب الصرافة ومستوردين للقمح والطحين "الدقيق" والوقود.

وقالت الوثيقة إنه طُلب من وزارة التجارة فرض سقف على الواردات وإعداد قائمة باحتياجات السلع الأساسية لعام 2017 بأكمله وهو ما يشير إلى خطوة لترشيد الواردات من أجل التأقلم مع الأزمة المالية.

وذكرت الوثيقة أن الاجتماع اتفق على أن مستوردي القمح والدقيق ومنتجات الوقود ومعدات الاتصالات والتبغ سيتوقفون عن شراء الدولارات لمدة 30 يوماً وإلزام تجار العملة بعدم البيع أو المضاربة. وبات 80 % من السكان يحتاجون لمساعدات جراء الحرب المستمرة. وجاء اجتماع صنعاء عقب هبوط حاد في قيمة الريال الذي جرى تداوله عند 385 ريالا للدولار في عدن وما يصل إلى 330 ريالاً للدولار في صنعاء. وكان الريال يجري تداوله قرب 310 ريالات للدولار في معظم الأشهر الثلاثة الأخيرة.

وعلقت مكاتب الصرافة في عدن - التي تشعر بقلق من انعدام الاستقرار والمضاربة في السوق - تداول العملة الأجنبية بسبب الهبوط الحاد في قيمة الريال الذي قال البعض إنه زاد منذ أن ضخت حكومة الرئيس هادي نحو 200 مليار ريال جرى طباعتها في روسيا في السوق في يناير الماضي. والأسبوع الماضي قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو" إن إمدادات اليمن المقدرة من القمح ستنفد نهاية مارس المقبل. ولان الوضع المالي بات أكثر فوضوية في ظل سيطرة الحوثيين فقد قررت الحكومة الشرعية نقل مقر البنك المركزي من صنعاء إلى عدن وتعيين محافظ جديد له. وزجت حالة الارتباك بالكثير من اليمنيين في براثن العوز بعد أشهر شهدت عدم صرف الرواتب. وقال مسؤولون إن البنك المركزي الخاضع لسيطرة الحكومة الشرعية سيجتمع مع مكاتب الصرافة في عدن لمناقشة سبل تحقيق الاستقرار للريال.