قالت مصادر مطلعة بصنعاء إن ميليشيات الحوثي داهمت خلال الثلاثة أيام الماضية عشرات المنازل داخل العاصمة بحثاً عن عناصر لها فروا من الجبهات هرباً من الموت وتراجعاً عن الانضمام للجماعة الانقلابية، إثر هزائم متلاحقة.
وأكدت المصادر لـ"العربية.نت" أن عمليات المداهمة جاءت إثر تزايد حالات الهروب من الجبهات، مشيرة إلى أنه منذ بداية العام الحالي 2017، فر المئات من عناصر الميليشيات "المغرر بهم"، من جبهات القتال في تعز ومأرب وشبوة ونهم والجبهة الحدودية.
ولفتت المصادر إلى أن الذين يتم العثور عليهم من الشباب الفارين من الجبهات يجري الزج بهم في السجون وإخضاعهم للاستجواب وتعذيبهم بصورة وحشية، أما أولئك الذين لا تتمكن الميليشيات من الوصول إليهم فيتم اعتقال أقارب لهم كوسيلة ضغط لإحضارهم واضطرارهم إلى تسليم أنفسهم.
ونوهت بأن ميليشيات الحوثي جهزت زنازين وسجونا خاصة بعناصرها الفارين من الجبهات وكذلك أعضائها الذين يطلق عليهم "المتحوّثين"، الذين أظهروا تراجعاً، بعد أن تكشفت لهم حقيقة المتمردين وزيف ادعاءاتهم وشعاراتهم.
وكانت تقارير حقوقية سابقة قد أشارت إلى أن عمليات الاختطاف والتعذيب والاعتقال التي تقوم بها الميليشيات الانقلابية لم تستثن حتى عناصر الجماعة أنفسهم من الذين يرفضون الأوامر أو تحدث لهم خلافات شخصية مع بعض القيادات، وقد تصل أحياناً إلى حد التصفية الجسدية، كما حدث حينما أقدمت مجموعة من المسلحين الحوثيين من أبناء رداع على قتل أحد المسلحين الحوثيين من محافظة عمران جوار قلعة رداع ثم أعلنوا أنهم قتلوا أحد الدواعش المندسين في حين تبين لاحقاً أن المجني عليه رفض تنفيذ توجيهات معينة وأراد العودة إلى محافظته.
وفي آب/أغسطس الماضي، أقدمت الميليشيات في محافظة تعز على اتهام الشاب محمد عبده السامعي بخيانتها والعمل مع المقاومة، فعمدت إلى تعذيبه بوسائل وحشية، حيث كسرت ساقيه ويديه بالمطرقة قبل أن تفرغ خزانة بندقية آلية في صدره رغم خدمته معهم طيلة أكثر من ثلاثة أعوام.
وفي حين أن العناصر المسلحة كانت قد عمدت إلى استغلال الأوضاع المعيشية الصعبة للنساء، والاستعانة بعناصر نسائية موالية للحركة المتمردة، لنشر الأفكار المتطرفة ومحاولة إقناع الفتيات بالتجنيد وحمل السلاح، فقد أكدت الناشطة الحقوقية والاجتماعية وفاء الوليد أن "مجرد التفكير في ترك الالتحاق بصفوف الحركة الحوثية، يعتبر مهدداً لحياة الكثيرات من النساء، باعتبار أن فقدان العنصر البشري في الحركة يعتبر قاصماً لظهرها ومهدداً لكل خططها العسكرية".
ولفتت وفاء في تصريح صحافي سابق إلى أن القتل والتعذيب مصير النساء اللاتي تركن الميليشيات واقتنعن بعدم مشروعية مخططاتها، مستنكرة صمت وتخاذل المجتمع الدولي و المنظمات الحقوقية والنسوية التي تدعي الدفاع عن النساء المظلومات في العالم، في حين أن التعذيب والقتل والاغتصاب الذي يطال نساء يمنيات من قبل الميليشيات موثق وله دلائل واضحة، ومع ذلك لم يحرك المجتمع الدولي أمامه ساكناً، على حد قولها.