نداء الإنسانية هو ما دفع رجال الدفاع المدني السوري -المعروفين باسم الخوذ البيضاء- للمساعدة من كل مكان في سوريا المحاصرة حيث تنهمر القذائف والصواريخ ولا وجود للخدمات العامة.
يجازف هؤلاء المتطوعون بحياتهم للمساعدة وإنقاذ المتضررين -بغض النظر عن انتمائهم الديني أو السياسي- ويخاطرون في المناطق المحاصرة ضمن نطاق تم تصنيفة الأخطر في العالم.
يهرع فريق "الخوذ البيضاء" بعد أن يضرب النظام يومياً مناطق سوريا بأكثر من 50 قنبلة وقذيفة هاون للبحث عن الأحياء تحت الانقاض فقد أنقذ هؤلاء المتطوعون حياة أكثر من 78 ألف مدني ولايزال هذا العدد في تزايد بشكل يومي .
أنقذ المتطوعون أناساً من كافة أطراف النزاع متعهدين بالإلتزام بمبادئ منظمة الدفاع المدني الدولية في "الإنسانية، التكافل، الحيادية". لذلك ومن بين الدمار يصبح لدى جميع السوريين أملٌ بالحياة.
يتكون فريق متطوعي الخوذ البيضاء من خبازين وخياطين ومهندسين وصيادلة وآخرون من كل أطياف المجتمع، منهم 154 متطوعاً دفعوا حياتهم ثمناً لإنقاذهم الآخرين.
الفريق يقوم بتقديم الخدمات العامة إلى ما يقارب الـ7 ملايين شخص، بما في ذلك إعادة توصيل الكابلات الكهربائية، وتوفير معلومات السلامة للأطفال وتأمين المباني.
ويعد فريق المتطوعين أكبر منظمة للمجتمع المدني العاملة في مناطق خارج سيطرة الحكومة، وتقدم أعمالهم الأمل للملايين من المحتاجين في الداخل السوري.
وحاز فيلم وثائقي تم إنتاجه مؤخراً باسم "الخوذ البيضاء" على أوسكار أفضل فيلم وثائقي قصير، حيث قدم العمل صورة عن المهمات التي يقوم بها رجال الخوذ البيضاء في سوريا.
الوثائقي نقل أحداثاً حقيقية حدثت للمتطوعين أثناء عمليات الإنقاذ، كما واجه العمل انتقادات واسعة من قبل النظام السوري وذلك لكشفه العديد من الانتهاكات وجرائم الحرب.