قال الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، الذي يقوده المشير خليفة حفتر، العقيد احمد المسماري في تصريح له "إن العناصر الإرهابية المتورطة في الهجوم على الهلال النفطي تسلمت أموالاً من أشخاص في تونس".
وقد اعتُبر هذا "التصريح المثير" بمثابة تلميح مباشر يوجه الاتهام لتونس بالتدخل في الازمة الليبية، وانحيازها لطرف دون آخر.
في تعليقه على القيادي العسكري الليبي، أكد المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي جمال العرفاوي لـ"العربية.نت" أن "هناك حقيقة واحدة ثابتة في التاريخ، هي الجغرافيا. وهذا ينطبق على حالة تونس حيث باتت أزمة جارتها ليبيا الداخلية، والتي تزداد كل يوم تعقيداً، شانا داخليا تونسيا".
ويرى العرفاوي "أن تونس التي أجبرتها الجغرافيا على التعاطي مع هذه الأزمة تحاول جاهدة المشاركة في إدارتها وليس المشاركة في حلها، فهناك أطراف دولية أخرى تدير الأزمة عن بعد وتمتلك العصا والجزرة لفرض مسار أو اتفاق. لكن تونس لا تمتلك لا العصا والجزرة ويخشى أن تساق في النهاية وسط الحلبة".
ويتابع العرفاوي: "الاكتشاف المتأخر للدبلوماسية التونسية للواء خليفة حفتر كرجل قوي في ليبيا ستدفع تونس ثمنه. ولعل تجاهله للدعوة التي تلقاهل لزيارة تونس من أعلى مستوى هو موقف سلبي في حد ذاته تجاه المبادرة التي طرحتها دول الجوار".
انشغال تونسي بالأزمة الليبية
من جهة أخرى، عبّر الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، في تصريحات صحافية الاثنين الماضي، عن هواجسه من انجراف الأزمة في ليبيا بعيدا عن اللاعبين الإقليميين من دول الجوار، لتجد المنطقة نفسها ضمن مشروع الاستقطابات العالمية الكبرى.
وأعلنت الرئاسة التونسية أواخر الشهر الماضي عن توقيع "إعلان تونس" الوزاري لدعم التسوية السياسية في ليبيا.
وقد تعهدت تونس و الجزائر و مصر "بمواصلة السعي الحثيث لتحقيق المصالحة الشاملة في ليبيا من دون إقصاء في إطار الحوار الليبي - الليبي بمساعدة من الدول الثلاث وبرعاية الأمم المتحدة"، داعيةً إلى أن "يضم الحوار كافة الأطراف الليبية مهما كانت توجهاتها وانتماءاتها السياسية".