مع توالي الهزائم على تنظيم داعش على كل الصعد في الرقة وفي الموصل أكبر معاقله في المنطقة ، تتصاعد بين عناصر التنظيم وتيرة الخلافات حتى خرجت للعلن بإعلان انشقاقات جديدة محملة بتهم التكفير هنا وهناك ، فمع انقلاب من يسمون أنفسهم بالمهاجرين العرب في الرقة على التنظيم خارجين عن إدارة أبو بكر البغدادي أصبحت الخلافات الداخلية واضحة للعيان ما يعكس الحالة التي يعيشها التنظيم من تخبط في آخر آيامه ..
خسائر تتوالى على تنظيم داعش ميدانيا وعسكريا في الأيام الأخيرة التي يعيشها .. و على الرغم من أن القضاء عليه عسكرياً بات مسألة وقت لا أكثر ، يبدو أن التظيم ينهار من الداخل ، ولربما تكون نهايته على أيدي عناصره أنفسهم أسرع من الحسم العسكري على الأرض ..
ففي الوقت الذي يفترض بتنظيم داعش التركيز على المعركة العسكرية التي احتدما عليه من كل الجهات .. يجد التنظيم نفسه أمام صراع داخلي يدفعه نحو تقديم تنازلات لعناصره ومحاباة لهذا وذاك في سعي لتهدئة عناصره الذين خرجت خلافاتهم للعلن فاضحة الارتباك الذي يعيشه
فإعلان مجموعة من التونسيين ممن يسمون أنفسهم بالمهاجرين العرب في مدينة الرقة انقلابهم على التنظيم وتكفيرهم لأبي بكر البغدادي زعيم التنظيم افتعل مشادات كلاميّة سرعان ما تحوّلت إلى مناوشات بالأسلحة الخفيفة مع عناصر آخرين من التنظيم
هذه الخلافات دفعت التنظيم لاستنفار كوادره والقيام بحملة اعتقالات طالت العشرات من العناصر، لتتصاعد الأحداث بعد ذلك بقيام أحد المقاتلين التونسيين بتفجير نفسه وسط مجموعة كبيرة عناصر الشرطة العسكرية التابعة لتنظيم داعش، ما تسبّب بمقتل 20 منهم
هذه ليست المرّة الأولى التي يشهد فيها التنظيم انقلاب مجموعة من عناصره ، إذ سبق لـداعش إعلان الكشف عن مجموعة وصفها بـ الغلاة الانقلابيين في مدينة الموصل العام الماضي
وفي محاولة بائسة منه لارضاء عناصره قام التنظيم مؤخراً بتغيرات هيكلية فعزل عددا من القادة الأجانب ونقلهم إلى مناطق أخرى، وعين بدلاً عنهم شخصيات محلية من المدن ذاتها ..
وبعكس ما تمنى التنظيم فاقمت هذه التغييرات الاقتتال الداخلي بين المقاتلين الأجانب والمحليين وزادت من تخبطه .