أكد الناطق العسكري باسم وزارة الدفاع العراقية، يحيى رسول الزبيدي، أن تنظيم "داعش" بات محاصرا تماما ومن جميع الجهات في القسم الغربي من مدينة الموصل، آخر معقل كبير لـ"داعش" في البلاد.
وقال الزبيدي في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، الجمعة، إن رسالة الجيش العراقي لمسلحي "داعش" هي: إما تسليم أنفسهم وتلقي محاكمة عادلة، أو الموت.
وتابع: "داعش محاصر من جميع الجهات فيما تبقى من أحياء الساحل الأيمن (غرب) للموصل، وهناك استهداف موفق لعناصر ومقرات وقيادات التنظيم الإرهابي".
وأضاف المتحدث العسكري: "التنظيم يتشتت أمام تقدمنا، لكن لا يزال لديه قدرة على المناورة من خلال بعض العجلات المفخخة والنيران غير المباشرة".
واعتبر الزبيدي أن تحرير الموصل بالكامل "مسألة وقت"، مضيفا: "سنطرد هذا التنظيم الإرهابي من الساحل الأيمن".
وبعد مرور نحو 5 أشهر على حملة تحرير الموصل، استعادت القوات العراقية المدعومة بضربات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، السيطرة على الشطر الشرقي من المدينة ونحو نصف غرب الموصل على الضفة الأخرى من نهر دجلة.
وأثنى الزبيدي على "تعاون المواطنين مع القوات للحصول على معلومات عن التنظيم"، مشيرا إلى أن هذه المعلومات "أسهمت بشكل كبير في استهدافه وإلقاء القبض على عدد كبير منهم".
وأوضح أن أكثر من 90 في المئة ممن يقاتلون في صفوف "داعش" في الموصل من جنسيات أجنبية وعربية (غير عراقيين).
والجمعة دخلت القوات العراقية الحي القديم بمدينة الموصل والمنطقة المحيطة بجامع النوري، في محاولة لقطع طريق رئيسي يمكن أن يتدفق منه انتحاريون من تنظيم "داعش".
وتواجه القوات مقاومة عنيفة مع تراجع المسلحين إلى داخل الحي القديم، حيث من المتوقع أن يدور قتال بالشوارع في الأزقة الضيقة وحول الجامع الذي أعلن منه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ما يسمى "دولة الخلافة" قبل نحو 3 أعوام.
ويفر السكان من الأحياء الغربية التي استعادت الحكومة السيطرة عليها، وبينهم كثيرون يعانون الجوع والخوف نتيجة العيش في كنف الحكم المتشدد لـ"داعش"، ويقول كثيرون إن الغذاء يقل والأمن هش حتى في المناطق المحررة.
ويعيش ما يصل إلى 600 ألف مدني مع مسلحي "داعش" داخل الموصل، التي عزلتها القوات العراقية عن باقي الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم في العراق وسوريا.
وتشير أرقام الأمم المتحدة إلى أن نحو 255 ألف شخص نزحوا عن الموصل والمناطق المحيطة بها منذ أكتوبر الماضي، بينهم أكثرمن مئة ألف شخص منذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة بغرب المدينة في 19 فبراير.