في وقت خسر فيه داعش معركتـَه الأخيرة في الموصل , رجحت معلوماتٌ أمنية بأن قادة في داعش يخططون لمرحلة ما بعد إنهيار تنظيمهم في العراق وسوريا مبررة هرب بعضهم الى الرقة ثم الى معاقل أخرى لداعش في سوريا بلجوئهم لمبايعة زعيم القاعدة أيمن الظواهري بعد أن بات مصيرُ زعيمهم أبو بكر البغدادي مجهولاً إثر أنباء عن مقتله أو إصابته أو هربه الى جهة غير معلومة قد تكون بين العراق وسوريا.
قبل أيام قليلة تحدثت مصادر أمنية عراقية عن غارة جوية إستهدفت إجتماع قادة من داعش في الحضر جنوب غربي الموصل وهي منطقة تحذر منها السلطات العراقية دائماً كون العديدْ من الجماعات الإرهابية تأسست في هذه المنطقة الممتدة مع صحراء الجزيرة منذ سنة 2006.
معلومات أمنية رجحت أن يكون إجتماعُ قادة محليين و عرب من داعش بمنطقة الحضر قد بحث اللجوءَ الى خيار تأييد القاعدة ومبايعة الظواهري , مؤكدة أن هؤلاء القادة أعضاءٌ بارزون في مجلس شورى داعش وهم , أبو محمد الجزراوي وهو قاضي ما تسمى بحدود "دولة الخلافة" , خالد كريم قاضي حوض الفرات , أبو رقية التونسي و يسمى قاضي الدم للحدود , و أبو عثمان السوري قاضي ولاية دير الزور.
وتزامنت هذه المعلومات مع معلوماتٍ أخرى جاءت بها مصادرٌ عسكريةٌ في التحالف الدولي ضد داعش أفادت بأن قادةَ التنظيم يهربونَ من عاصمتهم المزعومةِ الثانية في الرقة , ويخططون لمواصلة القتال من معاقلَ أخرى لهم في سوريا والعراق.
لكن هذه المصادر أوضحت أن رحيل قيادات عدة لداعش من الموصل الى الرقة لا يعني أنهم إستقروا في هذه المدينة كما لا يعني أن معركةَ الرقة ستكونُ سهلةً , حيث لا يزالُ نحوُ أربعةِ آلاف من مقاتلي التنظيم منتشرين في هذه المدينة , ومن المرجح أن تكونَ مقاومةُ مقاتلي داعش في دير الزور ومدنٍ تقعُ غربَ العراق على طول نهر الفرات أكثرَ شدةٍ حيث سيحاولون إدارة دولتهم المزعومة من هذه المدن.
ووفقا لمصادر التحالف الدولي فإن داعش برغم خسارتهِ مناطقَ كبيرة لكنه لا يزالُ مستعداً للقتال حيث تـُقدرُ أعدادُ مسلحيهِ بنحو ألفين وخمسِمئة مقاتلٍ في الجانبِ الأيمن من الموصل وتلعفر غربيها وإثني عشرَ ألفَ مقاتلٍ في معاقله بسوريا برغم أن عددَ مجنديه إنخفضَ الى مئةٍ شهرياً.
في هذه الأثناء أفادت معلوماتٌ عسكرية متزامنة من التحالف الدولي والقوات العراقية بأن سببَ إستخدامِ داعش لأسلحةٍ كيماوية هي معاناتـُه من نقص عدد مقاتليه وتهربِهم من المواجهة وهربِ الكثير منهم الى سوريا و جهات أخرى, مضيفة أن إستخدامَه غازَ الكلور والخردل الرديء غيرُ مؤثرٍ عسكرياً.
هذه المعلومات أشارت أيضاً الى أن الرقة ليست محطةَ داعش الأخيرة، حيث لا يزالُ آلافٌ من مقاتليه ينتشرون في دير الزور وعلى طول نهر الفرات ، وأيضاً في مدينتي الميادين والبوكمال السوريتين وكذلك بمدينة القائم التي تقابلهما من جهة غرب العراق.
المصادرُ العسكرية في التحالف الدولي لم تشر الى موعدٍ محددٍ لإنطلاق معاركِ تحرير الرقة , بينما تحدث ضباط أمنيون عراقيون عن أن عملياتِ شمالِ الأنبار العراقية وغربِها يمكنُ أن تسبق عملياتِ الرقة السورية التي ستشملُ ديرَ الزور والمناطقَ المتجاورةَ لها جغرافياً أو بالتزامن معها.